جمعت الدكتور والكاتب الجزائري مخلوف بوكروح، بحر الأسبوع الماضي، في إطار فعاليات مهرجان المسرح العربي، في دورته السادسة التي احتضنتها إمارة الشارقة، مناظرة مسرحية مع الناقد المصري علي السيد إسماعيل، حول من هو أوّل رائد للمسرح العربي، هل اللبناني مارون النقّاش أم الجزائري ذو الأصل اليهودي أبراهام دانينوس. المناظرة التي تعدّ الأولى من نوعها في تاريخ المهرجانات المسرحية العربية، كانت متميزة على صعيد الأفكار والمعلومات والمحتوى المقدّم والذي أبرز وأكدّ أنّ للمسرح العربي تاريخا طويلا وعريقا يمتد إلى قرون. لكن من هو أولّ رائد أو السباق للتربع على عرش المسرح العربي، هذا سؤال عريض طرح في المناظرة التي أقيمت بين الكاتب الجزائري مخلوف بوكروح والناقد المصري علي السيد، بتحكيم من أنطوان معلوف من لبنان وفيليب سادجروف من إنجلترا. الإشكالية في معرفة من هو الرائد أبراهام دانينوس من الجزائر وهي وجهة نظر بوكروح والرأي الثاني الذي يقول بأنّ مارون النقاش اللبناني هو أولّ من كتب في المسرح، وهي وجهة نظر علي السيد من مصر، سبقته محاضرة للبحريني محمد الخزاعي عن الظواهر المسرحية والبدايات المبكرة، استعرض فيها بشكل مفصل تاريخ الريادة العربية للمسرح العربي من خلال دراسة أعدّها هشام زين الدين حول الموضوع ونشرها سنة 1997، في مجلة ”المسرح” الصادرة ببيروت في السنة نفسها. والتي اعتبرت أنّ مارون النقّاش هو رائد المسرح اللبناني والعربي. وأقيمت ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي بالشارقة أول مناظرة مسرحية في تاريخ المهرجانات العربية المسرحية بين علي السيد إسماعيل من مصر ومخلوف بوكروح من الجزائر استغرقت قرابة الساعتين، وموضوعها يتعلق بمن هو رائد المسرح العربي، هل هو اللبناني مارون النقاش وهي وجهة نظر السيد، أم الجزائري أبراهام دانينوس وهي وجهة نظر بوكروح. وفي دفاعه عن رأيه بأنّ الجزائري أبراهام دانونيس، رائد المسرح الجزائري والعربي على السواء، اعتمد الكاتب مخلوف بوكروح على كتاب ”نزاهة المشتاق وغصة العشاق”، الذي يضم نصا مسرحيا كتبه دانينوس بنفس العنوان، والذي تم نشره قبل بيان تولي النقاش ريادة أبي الفنون العربي، حيث أكدّ مخلوف بوكروح هذا القول بأنّه حصل على مخطوطة مسرحية لدانينوس في معهد الحضارات الشرقية في باريس العاصمة الفرنسية، تثبت بأنّ الجزائري دانينوس سبق اللبناني مارون النقاش في كتابة النص المسرحي عام 1847. من جهته قدّم علي السيد عرضا مرئيا ضم وثائق نادرة تؤيد وجهة نظره بسبق النقاش للريادة. وقال في السياق بأنّ النقاش هو الأسبق بمسرحية تحمل عنوان ”البخيل”، كما أضاف المتحدث بأنّ الهدف من مشاركته في المناظرة هو محاربة التخطيط الصهيوني للاستيلاء على الريادات المسرحية العربية، سيما من خلال كتاب بعنوان ”جهود اليهود في المسرح العربي في القرن ال19” من تأليف شمويل مورييه أستاذ المسرح بالجامعة العبرية وفليب سادجروف من جامعة مانشستر، والذي يدعي، على حدّ تعبير علي السيد، بأنّ مجمل الريادات المسرحية في العالم العرب كانت ليهود هم أبراهام دانينوس من الجزائر ويعقوب صنوع بمصر وزاكي كوهين في لبنان وأنطوان شحيبر في سوريا. وبدوره أكدّ بوكروح بأنّ الانتماء الديني لا يؤثر ولا ينفي أنّ تكون الريّادة جزائرية مهما كان أصل كاتب نصها المسرحي يهوديا أو غير ذلك. وفي السياق ذاته لم يفصل في الحكم على من هو رائد المسرح العربي، حيث أرجأت لجنة التحكيم المكونة من ”أنطوان معلوف من لبنان وفيليب سادرجروف” الحكم إلى العام المقبل بعد التأكد من تاريخ كتابة النصين.