المشاكل الأخيرة أسقطت الأقنعة وأنصفت الأوفياء أخيرا، تأكدت إدارة نادي وفاق سطيف من رغبة المدير الفني رابح سعدان في المغادرة، في وقت يصارع فيه الوفاق الزمن من أجل إعادة المياه إلى مجاريها وترتيب البيت وعن أمل الكحلة المعلق على انتزاع الكأس التاسعة سارعت إدارة النادي في خوض غمار بحثها عن خليفة لسعدان وانتداب مدرب قبل مواجهة شباب قسنطينة وحسب مصادرنا فإن الأنظار منصبة حاليا على المدرب السابق لشبيبة بجاية نور الدين سعدي وكذا المدرب رشيد بلحوت لقيادة العارضة الفنية من جديد. تصريحات سعدان تثير جدلا كبيرا كثر الحديث في عاصمة الهضاب العليا على رغبة الناخب الوطني السابق رابح سعدان في مغادرة النادي السطايفي في وقت لا يثبت أبدا مواقف الرجال مع أنديتهم والوقوف إلى جانبها في أوقات الشدة، فتصريحات سعدان الأخيرة والمناقضة لتلك التي أطلقها يوم إمضائه على عقد توليه منصب المدير الفني أثارت جدلا كبيرا، كما أفرزت موجة من الاستياء والغضب الشديد طالت حتى مسيري النادي وعلى رأسهم رئيس الفريق حسان حمار، الذي تأسف كثيرا لتصريحات سعدان التي أطلقها عبر وسائل إعلامية ثقيلة بخصوص عدم تلقي اللاعبين لأجورهم وتقديمه صورة سوداوية على الفريق وكأن الأمر لا يعنيه. سيناريو السنافر يعاد مع الوفاق أحيا عشاق الوفاق سيناريو سعدان مع شباب قسنطينة سنة 1999، ثم بداية الموسم الحالي مؤكدين أن التاريخ قد أعاد نفسه مع الوفاق، موضحين أن ما أكده رئيس الشباب عبد الكريم بن الشيخ حينما قال ذات يوم أن ”سعدان كان كارثة على السنافر”، له الحق الكامل، بعدما تيقن عشاق النادي السطايفي أن الوفاق لم يشهد أزمة كالتي شهدها مع سعدان الغائب عن الفريق منذ توقيعه وحظوره يعد بالدقائق، ليؤكد رغبته في المغادرة في عزّ الأزمة التي يمر بها الفريق وهو الأمر الذي حزّ كثيرا في نفوس هؤلاء الذين تساءلوا عن وفاء الرجال لأندية نهبوا منها الملايير ولم يقدموا لها شيئا. ”أكذوبة” تحدت غطاء الإحتراف عاد الحديث عن الشكوك المكتنفة لقدوم سعدان إلى عاصمة الهضاب العليا، بعدما دار جدال كبير في الكواليس يوم قدومه، لا سيما بعد رفضه لدعوة شباب قسنطينة بطريقة غريبة وقبوله العمل مع الوفاق مباشرة بعد إحداث تغيير على رأس الجهاز التنفيذي لولاية سطيف، وقد أسرّت حينها بعض الشخصيات الرياضية ل”الفجر” بعدما رفضت الكشف عن أسمائها أن قدوم سعدان ليس لخدمة الاحتراف والكرة بل لتحقيق مآرب أخرى، معززين رأيهم بخرافة التوقيع على مدة 6 أشهر والتي لا تتناسب مع منصب بحجم المدير الفني الذي لا تكفيه لإعداد الخطط الأولمبية ودراسة كل الفئات وغيرها من الأمور التي تتطلب وقتا طويلا. وبالتالي القدوم والتوقيع على هذه المدة - حسب هؤلاء - يحمل في طياته الكثير من التساؤلات. الظروف تنصف أهل الوفاء بقدر ما كانت المشاكل الأخيرة التي عاشها الوفاق نقمة على المردود والنتائج، كانت نعمة أيضا لكشف المستور وإسقاط كل الأقنعة وعادة ما تنكشف الأمور في وقت الأزمات ولأن الزمن كفيل بإنصاف أهل الحقوق، لاحت في الأفق قضية المدرب خير الدين ماضوي الذي كان يبذل مجهودات كبيرة في الخفاء وشهد له بالإنصاف كل المدربين الذي تعاقبوا على العارضة الفنية للوفاق خلال الموسمين الماضيين، ليعاد إنصافه من جديد من طرف الأنصار الذين ثاروا ضد مسيري الفريق، إلا ماضوي الذي كان يراد منه أن يقدم كبش فداء فهتف الأنصار ”لا لمسح الموس في ماضوي”، لتكون بذلك الرسالة قد وصلت إلى المعنيين بالأمر، وهو ما جعل الإدارة تراجع نفسها وهي حاليا في رحلة البحث عن بدائل حقيقية للارتكاز بعيدا عن كل الطرق الملتوية، لأن زمنها قد ولى. الوفاق قد يواجه السنافر دون مدرب في ضل عدم توصل إدارة الوفاق على ربط أي اتصال متين مع أحد الأسماء المقترحة لتولي العارضة الفنية خلفا لسعدان وكذا استعداد ماضوي للاستقالة، ترشح بعض الأطراف إمكانية إجراء مقابلة ثمن نهائي كأس الجمهوية أمام شباب قسنطينة أمسية هذه الجمعة دون مدرب، الأمر الذي ستكون له نتائج سلبية، خاصة وأن الأنظار مشدودة بقوة إلى هذا الموعد الهام الذي يؤمل منه إنقاذ موسم الكحلة.