أساتذة بريان يقاطعون الدراسة وخيّرين من كل مناطق الوطن في رحلة إصلاح ذات البين عاد الهدوء تدريجيا لولاية غرداية، ولاسيما بالأماكن التي كانت محلا للأحداث التي عرفتها الولاية مؤخرا، منها بريان وأحياء بنورة وغرداية، وسط تعزيزات أمنية مكثفة من مصالح الشرطة والدرك الوطني، تحسبا لأي طارئ محتمل، وتستمر بمقر الولاية اجتماعات بين الوالي والأعيان من التيارين الاباضي والمالكي بهدف عدم العودة الى نقطة الصفر. خيم منذ الساعات الأولى لنهار أمس هدوء على بلديات غرداية، لاسيما أحياء الصفيح التي عرفت أحداث ومناوشات بين الشباب أفضت إلى تسجيل وفاة شخصين، وعادت المتاجر إلى نشاطها وهو الأمر كذلك بالنسبة لوسائل النقل ومصالح الإدارات العمومية، لكن الجو بغرداية لا يزال ينذر بالحذر خاصة وأن أسباب هذه الفتنة لم تحدد إلى حد الأن رغم أن الكل يؤكد أن تكرار موجة العنف ليس له علاقة بالطائفية المزعومة بين سكان الإباضين ونظرائهم المالكين، حسب حديث عدد معتبر من مواطني الولاية ل”الفجر”. وإن كانت مظاهر الحياة عادت إلى بلديات بنورة، والعطف، ووسط غرداية، فقد عزف أمس، عدد معتبر من أساتذة المؤسسات التربوية العودة إلى مناصبهم خوفا من تجدد الأحداث، ومن المزمع ان يعودوا إلى أماكن عملهم اليوم الخميس، بعد تطمينات قدمتها مديرية الأمن العمومي بالولاية، والقاضية برفع عدد عناصر الشرطة بمحيط المؤسسات التعليمية ببريان. وفي نفس السياق، كثفت مصالح الأمن الوطني والدرك الوطني من تواجدها بالولاية، تحسبا لأي طوارئ محتملة، لاسيما بأحياء يقطنها مواطنين من المالكيين والاباضيين، كما عززت نفس المصالح تواجدها بالمقرات الرسمية ومحطات البنزين، وباشرت حملات تفتيش واسعة في صفوف الشباب بعد العثور على أسلحة بيضاء ووسائل معدة لأعمال تخريب وعنف. اجتماعات دورية بين السلطات والأعيان لحل المشكل نهائيا ويقابل عودة الهدوء والحذر بغرداية، اجتماعات ماراطونية مستمرة بين الأعيان من الإباضيين والمالكيين بهدف الوصول إلى اتفاق نهائي يضمد الجراح وينهي الفتنة التي تحركها أطراف مشبوهة لضرب استقرار المنطقة التي كانت مثالا للتعايش بين الأديان بصفة خاصة والجزائر بصفة عامة، وفي هذا السياق لا يخلو حديث الأعيان وبياناتهم الرسمية من التأكيد على أن غرداية لا تعيش فتنة طائفية. وتتواصل مساعي الخيريين من المواطنين القادمين من مختلف الولايات، لإصلاح ذات البين ودعوة الشباب إلى التهدئة وتغليب العقل، سواء جمعيات من المجتمع المدني كجمعيات قدمت أمس، لهذا الغرض من برج بوعريريج، قسنطينية، وتبسة، او مواطنين فرادى من مختلف ولايات الوطن.