أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، أن ميثاق بريان يمثل جزء من أجزاء التراث الجزائري المفعم بالإخاء والوحدة والروح الوطنية، وأبرز، خلال إشرافه على التوقيع مع ممثلي مجلسي أعيان الإباضية والمالكية، أن الدولة حريصة على وضع حد لأي شكل من أشكال الفتن التي تستهدف وحدة الشعب الجزائري عبر كامل ربوع الوطن، ما يسمح بالتوجه نحو تنمية اقتصادية واجتماعية بورقيبة ل”الفجر”: الإباضيون متفائلون بغد أفضل بعيدا عن الأحقاد أشرف أمس وزير الداخلية بمقر ولاية غرداية على توقيع اتفاق ميثاق بريان، وهو الميثاق الذي يعد بمثابة تسوية وحل نهائي للأزمة التي تسببت في ظهورها أطراف مجهولة عشية المولد النبوي لسنة 2008، مستغلا التنوع المذهبي بالمنطقة. وزير الداخلية ولدى حضوره فعاليات التوقيع أمام ممثلي السلطات المدنية والعسكرية لولاية غرداية، حرص على التأكيد أن الميثاق ما هو إلا خطوة كبيرة لإرساء المصالحة وترسيخ ثقافة التعايش السلمي لوضع حد لأي شكل من أشكال الفتن التي تستهدف تماسك الشعب الجزائري. وأبرز ولد قابلية، بحضور أطراف الميثاق ممثلين عن 8 عشائر لأتباع المذهب الإباضي و8 عشائر لأتباع المذهبي المالكي ببريان، ولاية غرداية، على ضرورة احترام هذا الاتفاق في مضمونه المعنوي، القانوني والأخلاقي، مبرزا أن “التوقيع اليوم الذي يصادف عشية الاحتفالات بالذكرى الثامنة والأربعين لاسترجاع السيادة الوطنية ما هو إلا رسالة قوية تعبر عن احترام الشهداء والوحدة الوطنية، وماهي إلا ثمرة مفاوضات جادة جمعت بين الأعيان والعقلاء ومختلف الفاعلين في المجتمع البرياني”. واستغل ولد قابلية وجود هؤلاء ليدعوهم إلى استعمال نفوذهم لإطفاء نار الفتنة بصفة نهائية، ما يسمح بالتوجه نحو تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية للمنطقة في أجواء يسودها الهدوء والطمأنينة، مشيرا إلى أن عملية التنمية رصدت لها الدولة 99 مليار دينار بأكثر من 74 عملية في مختلف القطاعات. ويلزم هذا الاتفاق، الذي تحوز “الفجر” نسخة منه، طرفي المذهبين بتجنب كل مظاهر العنف واستعمال نفوذهم لمكافحة الآفات الاجتماعية والعمل على التهدئة في المنطقة وغرس ثقافة الوئام بين المواطنين. وفي تصريح ل”الفجر” أمس، أشاد الدكتور داود بورقيبة، الناطق الرسمي باسم أعيان المذهب الإباضي، بالتزام الدولة بتجسيد وعودها على أرض الواقع، فيما يعرف بملف بريان، والذي تجسد في حضور وزير الداخلية دحو ولد قابلية أثناء التوقيع على الاتفاق، وقال بورقيبة في نفس التصريح أن مجلس أعيان الإباضية متفائل بغد أفضل ببريان بعيدا عن الأحقاد وسط جو يسوده الإخاء والمحبة، واضعا بذلك حدا لدعاة الفتنة. وجدير بالذكر أن فتنة بريان كبدت الدولة والمجتمع البرياني خسائر بشرية تمثلت في وفاة شخصين وعشرات الجرحى، إضافة إلى خسائر مادية قدرت بأكثر من مليار سنتيم جراء عمليات الحرق والتخريب.