أوتاوا تؤكد: "30 كنديا يقاتلون مع المتطرفين في دمشق" أسبوع كامل من المفاوضات السورية في ”جنيف 2” برعاية روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية ومباركة المجتمع الدولي لم تفض إلى الرضى المبدئي بين الأطراف المعنية على الخطوط العريضة لاتفاق تسوية وشيك للصراع الدائر في المنطقة وما من شأنه إيقاف حمام الدم الذي يسبح فيه السوريون منذ قرابة الثلاث سنوات. توالت ردود الأفعال الدولية بخصوص نجاح أو فشل محادثات السلام التي استضافتها العاصمة السويسرية، فمن جهة باركت الدول التي كان سقف أهدافها جمع طرفي النزاع إلى طاولة حوار مشتركة خطوة جنيف ووصفتها بالمبادرة الإيجابية التي من شأنها تثبيت عجلات قافلة الحوار على سكة صلبة، ومن جهة أخرى ذهبت الجهات التي كانت تتوسم في المفاوضات أبعد من ذلك وتتطلع لاتفاق جدي لوقف الحرب والتطلع لسوريا المستقبل إلى وصف الجولة الأولى من مفاوضات جنيف بالفاشلة، وعلى الرغم من تباين وجهات النظر تبقى الأعين الدولية تتطلع إلى الجولة الثانية من الحوار المنتظر في العاشر من الشهر الجاري، كما دفع فشل الجولة الأولى كبرى الدول إلى الدعوة للضغط على طرفي النزاع من أجل دفع الحوار نحو تجسيد فعلي لمساعي التسوية الحقيقة للصراع السوري، كما حثت تفاصيل الدور الأول من المحادثات كبرى الدول وعلى رأسها رعاة المحادثات موسكووواشنطن على تكثيف جهودها لضمان نجاح الفصل الثاني من الحوار، حيث اجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف برئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا الذي يزور موسكو أين تجري المباحثات في إطار الاتصالات التي تقوم بها روسيا مع كل ممثلي المعارضة السورية من أجل التوصل إلى حلّ سياسي للأزمة يرضي جميع الأطراف، وأكد الجربا مواصلته المفاوضات وهو القرار الذي ثمّنه الجانب الروسي واعتبره تأكيدا على خيار المعارضة للتسوية السلمية للأزمة، وأضاف لافروف أن بلاده تعوّل على جهود الدول الغربية ومنطقة الشرق الأوسط مع اللاعبين السياسيين في سوريا وليس مع الإرهابيين، داعيا كل الشركاء الأمريكيين والأوروبيين والدول الإقليمية، للعمل مع جميع أطراف النزاع السوري دون تهميش، من جهته جدّد الجربا تمسكه بتنفيذ بيان ”جنيف1” ونية التحرك قدما على طريق التسوية السلمية للصراع السوري، من جهته قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أمس أن موسكو اقترحت على الحكومة السورية والمعارضة تشكيل فرق عمل خاصة بالمواضيع الرئيسية في إطار مفاوضات السلام، وأضاف غاتيلوف في مقابلة مع وكالة ”نوفوستي” الروسية نشرت أمس أن التحرك نحو التسوية يستدعي التوصل الى اتفاق حول المسائل الهامة المرتبطة بوقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية وقضية تشكيل هيئة إدارية انتقالية ما يتطلب فرق عمل خاصة من جانب طرفي النزاع. مصادر روسية-أمريكية تكشف عن صيغة إقليمية للمفاوضات السورية على صعيد آخر كشفت صحيفة ”كوميرسانت” الروسية في عددها الصادر أمس أن الولاياتالمتحدة عرضت على روسيا صيغة جديدة لمفاوضات جنيف الخاصة بالسلام في سوريا، حيث اقترحت واشنطن إشراك كل من المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران في المفاوضات التي انطلقت بسويسرا نهاية الشهر الماضي، وذكرت الصحيفة أن موسكو رحّبت بهذه المبادرة بشكل عام، بينما حذرت الدول الأوروبية من أن استبعاد الاتحاد الأوروبي من المفاوضات قرار محدود النظر. ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي روسي أن الجانب الأمريكي قدم اقتراحه الخاص باستحداث آلية إضافية لتسوية الأزمة السورية خلال المحادثات الأخيرة بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري في ميونيخ الجمعة الماضي، وأكد مصدر بوزارة الخارجية الأمريكية هذه المعلومات، وأشار المصدران إلى إضفاء صيغة إقليمية على المفاوضات، لتكون الآلية الجديدة إضافية على الحوار السوري-السوري الذي انطلق في إطار مؤتمر ”جنيف 2”. على صعيد القتال الميداني أعلن مدير جهاز مكافحة التجسس الكندي، ميشال كولومب، أن نحو 30 مواطناً كندياً يحاربون في صفوف الجماعات المتطرفة بسوريا، ونقلت وسائل إعلام محلية عن كولومب، قوله في تصريحات أمام لجنة الأمن القومي والدفاع بمجلس الشيوخ الكندي، أن نشاطات هؤلاء تشمل التدرب على استخدام الأسلحة والمتفجرات، واكتساب الخبرات في تمويل الأنشطة ”الإرهابية”، ويتعلمون في مدارس إسلامية، مشددا على أن عودة هؤلاء المقاتلين إلى أرض الوطن يشكّل خطراً مباشراً على الأمن القومي الكندي.