اتهمت موسكو مؤيدي المعارضة السورية بالسعي إلى تغيير النظام من خلال حصر مفاوضات ”جنيف 2” في مسألة هيئة الحكم الانتقالي، محذرة من محاولات تغيير مجرى المحادثات عن مسار الحل السياسي الذي بنيت عليه، كما حملّت روسيا الأطراف الداعمة للمعارضة مسؤولية فشل الحوار السوري، فيما أشارت أطراف من المعارضة إلى جولة ثالثة من المفاوضات. اتهم، أمس، وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مؤيدي المعارضة بالعمل على تغيير النظام في سوريا، موضحا أن تشكيل هيئة حكم انتقالي يجب ألا يكون الهدف الوحيد لمحادثات السلام في الجارية بجنيف. وقال لافروف إن هناك محاولات جارية لإخراج محادثات السلام عن مسارها ملمّحا إلى أن المعارضة السورية ومؤيدوها يتحملون المسؤولية. كما حذّر وزير الخارجية الروسي من خطورة اللعب بمصير المحادثات التي طالت دون الخروج بأشياء إيجابية تخدم القضية السورية. إلى ذلك تواصلت أمس المفاوضات السورية بوساطة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، الذي التقى وفدي النظام والمعارضة بشكل منفرد، في سبيل دفع المحادثات إلى بر الأمان والخروج بنتائج أقل ما يقال عنها مريحة، وسط أنباء عن جولة ثالثة ل”جنيف 2”، حيث أعلن مسؤول في المعارضة السورية، أمس، أن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي يعتزم عقد جولة ثالثة من محادثات السلام مع اقتراب المفاوضات من انتهاء أسبوعها الثاني. وقال مفاوض المعارضة السورية، أحمد جقل، إن الإبراهيمي أبلغ المعارضة بأن المحادثات مستمرة وأن جولة ثالثة ستعقد دون تحديد موعد للطور الثالث من المحادثات. كما تُعوّل المعارضة السورية في جنيف على تقرير الإبراهيمي لمجلس الأمن، وقال المتحدث باسم وفد المعارضة السورية والعضو في وفدها التفاوضي لؤي صافي، أن المعارضة تطالب بموقف دولي قوي وواضح ضد تنصل النظام من موافقته على جنيف واحد، مشيرا إلى أن النظام يريد عرقلة وإفشال المفاوضات ويصّر على تهميش الحل السياسي. وأضاف الصافي لوكالة الأنباء الألمانية، بعد تصريح المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي عن ذهابه لمجلس الأمن ”إننا نعول على تقرير صادق للسيد الإبراهيمي الذي سيقدمه للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي”. غير أن التخطيط لجولة ثالثة من المفاوضات مؤشر صريح على فشل الجولة الثانية التي لم تحقق لحد الآن أي توافق بين الجانبين المتفاوضين، على الرغم من نفي موسكو وصول المحادثات إلى طريق مسدود، إذ استبعد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن تكون المفاوضات السورية بجنيف قد وصلت إلى طريق مسدود، مشدّدا على أن المحادثات لم تبدأ فعليا إلى غاية الآن، وقال غاتيلوف في تصريح صحفي، إنه ”للأسف، لم يتمكن الطرفان حتى الآن من الاتفاق بشأن جدول أعمال المفاوضات”، ما يؤكد فشل الجولة الثانية من ”جنيف 2”.