سلّطت، نهاية الأسبوع، محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران، عقوبة المؤبد في حق ”ح. أ” الذي تورط في قضية قتل الأصول، بعدما وجه 6 طعنات قاتلة بواسطة مقص لأبيه داخل ورشة خياطة بحي سانبيار، حيث التمس ممثل الحق العام الإعدام ضده. وحسب ملابسات القضية فإن سبب تلك العداوة التي كانت بين الابن البالغ من العمر 26 سنة وأبيه، هي المعاملة السيئة التي كان يعامل بها الضحية المتهم منذ أن كان في ريعان طفولته عندما توفيت والدته وهو فيلسن الرابعة. خلال جلسة المحاكمة كشف الابن عن خلفيات فعلته وأسرار علاقته بأبيه منذ وفاة والدته وزواجه بامراة أخرى حرمته من كل شيء. أحداث القضية انطلقت خلال يوم 17 أوت 2008 عندما نشبت مناوشات كلامية بين المتهم وأبيه داخل ورشة الخياطة بحي سانبيار، حيث كان المتهم آنذاك مكلفا بحراسة الورشة منذ انتهاء ساعات العمل بها على السابعة مساء إلى غاية السابعة صباحا، أين كان الوالد يحتجزه هناك ويأتي له بالطعام وبدلو لقضاء حاجاته ككل يوم. إلا أنه يوم الواقعة احتج المتهم على قلة الطعام وسوء المعاملة التي يعامله بها والده، ما أدى الى تصاعد الجدال بينهما إلى حد أن انتابت المتهم اضطرابات عصبية فأمسك بيده مقصا كان فوق إحدى ماكنات الخياطة وقام بطعن أبيه ب6 طعنات، ليحول بذلك إلى مصلحة الاستعجالات أين لفظ آخر أنفاسه. عند توقيف المتهم اعترف بالأفعال المنسوبة إليه، وذكر أنه لم يكن يدرك ماذا كان يفعل بعدما انتابته نوبة عصبية جراء المعاملة المشينة التي كان يعامله بها أبوه، وأنه يفضل السجن عن المكوث بالبيت. وتبين أن المتهم مريض ويعاني من بعض الاضطرابات النفسية والعصبية، حيث سبق له أن تعرض لأبيه في سن المراهقة حيث طعنه ب 5 طعنات بواسطة مفك براغي، وأودع لمدة 18 شهرا خلالها بسجن الاحداث بعدما أدين ب 5 سنوات حبسا نافذا.. خلال جلسة المحاكمة اعترف المتهم بالأفعال المنسوبة اليه وذكر أنه لم يكن يعي ماذا كان يفعل، وأن نوبة عصبية سيطرت عليه بعدما أساء أبوه معاملته.. وراح يسرد قصة حياته القاسية التي كان يعامله أبوه وزوجته بمعاملة مشينة وسط عائلته منذ الطفولة، حيث ترك مقاعد الدراسة في سن ال 12 وأمره أن يبيع الفول السوداني في الشارع، وبعد أن جمع له المال مكنّه من شراء بمرور الوقت محل لبيع الماء الصالح للشرب دون أن يستفيد من دينار واحد، ثم فتح أبوه ورشة للخياطة كُلف بحراستها ليلا حتى الصباح، وذكر أنه كان يُحتجز فيها مثل الحيوان، ما أدى إلى إثارة غضبه بمرور الأيام وأصبح حاقدا على أبيه. دفاع المتهم خلال المرافعة ارتكز على التقرير النفسي الذي يظهر أن المتهم فعلا يعاني من بعض النوبات العصبية، وطالب في حقه بالبراءة مع تحويله على العلاج. إلا أنه بعد المداولة استفاد المتهم من ظروف التخفيف وأدين بالمؤبد.