دعا 40 ألف أستاذ وعامل بقطاع التربية صنفوا في خانة الأسلاك الآيلة للزوال لأجل غير مسمى والذين تكونوا بعد جوان 2012، رئيس الجمهورية إلى التدخل للفصل في القضايا العالقة قبل توجهه للحملة الانتخابية، بسبب ”حالة التذمر والغليان” لتي يعيشونها، خاصة أساتذة التعليم الأساسي الذين لم تفلح نقابات التربية في جلب حقوقهم في اجتماعها الأخير مع الوظيف العمومي، وذلك في الوقت الذي يهدد فيه أساتذة 23 ولاية بالجنوب بالعودة للاحتجاجات في حالة عدم تحرك الحكومة لتحقيق مطالبهم المؤجلة. وجاء استنجاد أساتذة التعليم الأساسي بالقاضي الأول للبلاد بعدما اتهموا في وقت سابق التنظيمات النقابية والتي كانت ممثلة لهم بفشلها في تحقيق انشغالاتهم في مفاوضاتهم مع الوظيف العمومي، وقالو إن ”قضايانا الهامة يتاجر بها وتباع وتشترى”، مضيفين أنه ”كان أملنا أن نتخلى عن صفة آيل للزوال التي لازمتنا وجعلت منا مضربا للتنكيت والسخرية، ونحن كنا في المقدمة ولم نتوان للحظة عن الإضراب وعن الوقفات الاحتجاجية، من قال إننا حصلنا على إدماج فئة المعلمين فهو مخطأ لأن هذا متفق عليه من قبل كل من أنهى تكوين العار قبل التاريخ المشؤوم جوان 2012 فهو مدمج ولا جديد”. وأضاف المحتجون أن ”منحة المسؤولية قد قبلتها الوزارة على ظهور الغلابى من كانوا وقودا لكل الإضرابات”. في المقابل دعا المجلس الولائي الموسع التابع لنقابة ”إنباف” الذي في دورته الطارئة أول أمس بثانوية الرائد بتلمسان إلى الإسراع في حل الملف العالق والمطروح على طاولة الوزير الأول والبت فيه في أقرب الآجال، قبل أن يتم تثمين ما تم تحقيقه من نتائج في مفاوضات النقابة والوظيف العمومي. وحسب بيان صادر عن المجلس، فإنه في اللقاء تمت الموافقة وبالإجماع على التكوين بالنسبة لمعلمي المدارس الابتدائية وأساتذة التعليم الأساسي لكن شريطة الاستفادة من الرتب المستحدثة، رئيسي ومكون، مع توفير الظروف الملائمة خلال عملية التكوين التي اشتكى منها معظمهم، خاصة مع ”اللامبالاة من طرف المكلف بالتكوين وكذا مدير جامعة التكوين المتواصل”، ولوحوا بحركة احتجاجية يوم السبت المقبل داخل أسوار الجامعة بعدم الالتحاق بمقاعد التكوين ليطالبوا فيه السلطات المعنية (مدير التربية والمسؤول عن التكوين في جامعة التكوين المتواصل) وقف ”المهازل” التي يتعرضون لها والتوضيح أكثر بخصوص هذا التكوين. واحتجت بعض الفئات، منها مساعدو التربية وأعوان المصالح الاقتصادية والمخبريون، من ”الإجحاف المتواصل في حقهم وإجبارهم على اجتياز الامتحان المهني للترقية”، وطالبو بالتحويل التلقائي قصد الإدماج للرتب سالفة الذكر، والتي هي قيد الخدمة الفعلية في الرتب القاعدية بتفعيل المادتين 38 و104 من قانون الوظيفة العمومية، والاستفادة من الترقية في الرتب المستحدثة بتثمين الخبرة المهنية والشهادات العلمية أو الامتحان المهني طبقا للقوانين السارية المفعول. من جهة أخرى، تطرق الحضور إلى المشكل وإلى الانسداد الحاصل مع مدير التربية، حيث تم الاتفاق بتفويض المكتب الولائي من قبل المجلس الولائي للنظر في القضايا المطروحة مع مدير التربية في حال استدعاء المكتب للتفاوض، والتراجع عن الخصم من راتب شهر فيفري المنقضي وإلا عدم التعويض للدروس الضائعة. وطالب المجلس مدير التربية بالتدخل لفك اللبس الذي يحوم حول قضية 19 مسكن الموجودة في ”حي النسيم تلمسان” والتعاونيات الاستهلاكية للجنة الخدمات الإجتماعية السابقة، وفي الختام قرر تنظيم وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء 11 مارس 2014 على الساعة 14 سا و30 د أمام مقر مديرية التربية لتحسين نمط وظروف التكوين والبت العاجل في المطالب العالقة. وفي سياق ذي صلة، هددت 6 نقابات تابعة للتربية ولقطاعات الوظيفة العمومية لولايات الجنوب بالعودة إلى الاحتجاجات، حيث باشرت تجنيد 200 ألف عامل لتكرار سيناريو إضراب السبعة أسابيع الذي تم العام الماضي، في حال عدم تحرك الحكومة لتسوية منح المنطقة، وذلك عقب اجتماع لها بولاية بشار تم العودة فيه إلى كل مطالبهم السابقة، والمتعلقة بضرورة تحيين منحة المنطقة الجغرافية واحتسابها على أساس الأجر الأساسي الجديد وبأثر رجعي ابتداء من جانفي 2008، مع تعميم الاستفادة من منحة الامتياز واحتسابها على أساس الأجر الجديد وبأثر رجعي ابتداء من التاريخ السالف الذكر، مع حساب أقدمية الجنوب في التقاعد، وإعادة النظر في تعويض مصاريف السفر والمهمات مع التعجيل في إنجاز مساكن الجنوب وتوزيعها مع تخصيص أراض للبناء الذاتي.