ووري جثمان الفنانة القبائلية شريفة، الثرى، أمس بمسقط رأسها إيلماين بمدينة برج بوعريريج، وسط حضور أقارب الراحلة وعديد الفنانين على غرار عبد القادر بن دعماش، رئيس المجلس الأعلى للفنون والآداب، حسيبة عمروش، وطاوس أرحاب.. حيث أجمعوا أنّ رحيلها خسارة للفن الأغنية الجزائرية. في السياق قال عبد القادر بن دعماش إن الفن الجزائري فقد أحد أعمدته ”شريفة”، التي استطاعت رفقة نظيراتها من المغنيات في السنوات الماضية، أن تسجل من خلال عملها بالقناة الثانية بالإذاعة الوطنية التراث الغنائي القبائلي وذلك عبر الفرقة النسوية ”نوبا الخالات”، التي كانت تذاع في سنوات الخمسينيات. وأكدّ أن هذا التراث الغنائي الذي يضم في جله الأشويق ”أثر في جيل من الفنانين الشباب الذين سلكوا نفس الدرب للمحافظة عليه أمثال المطربة حسيبة عمروش وطاوس أرحاب وشريف وغيرهم”.. وأشار المغني القبائلي السابق، أرزقي بوزيد، أنه التقى بالفنانة حينما كانت تقود الفرقة النسوية، إذ جمعت آنذاك في الفرقة العديد من الأصوات النسوية كيمينة وأنيسة وجميلة وخديجة، في الوقت الذي كانت العادات والتقاليد في منطقة القبائل حريصة على عدم بروز صوت المرأة في الإذاعة. وقال في شهادته عنها ”لا تستخلف” فرحيلها يعد ”خسارة كبيرة”. بدورها وصفت الفنانة نوارة خصال الراحلة بأنّها ”الجبل الذي يرد صدى الصوت”، وذكرت أن الفقيدة عانت كثيرا إلا أنّ ذلك لم يمنعها من مواصلة مشوارها، فتمكنت في 1983 من جمع 30 امرأة. كما عبرّ الممثل محمد حلمي ”أن كلمات الأغاني التي كانت تؤديها عميقة عمق شخصيتها فحملت أغانيها مواضيع الغربة والوطن والفقر والحرمان فكانت بلبل السعادة والتعاسة معا”. وتابع في معرض حديثه ”لم تبك يوما معاناتها ما جعلها امرأة شجاعة”. يذكر أنّ الفنانة القبائلية شريفة، واسمها الحقيقي وردية بوشملال، ولدت يوم 9 جانفي 1926 بقرية ”آيت حاله” ببلدية ”إيلماين” برج بوعريريج، بدأت الغناء في سن الرابعة عشر سنة 1944 بالإذاعة، وسرعان ما تربعت على عرش الأغنية القبائلية، من أغانيها ”أبقاو على خير أي آقبو”، ”أيا زرزور”، أزواو” وغيرها.