توفيت المغنية الجزائرية القبائلية شريفة، ليلة الخميس الماضي، عن عمر ناهز 86 عاما، وبعد صراع طويل مع المرض، حيث ستوارى الثرى اليوم بحسب ما علم من عائلة الفقيدة، حيث من المرتقب أن تعزي الأسرة الفنية المرحومة. وقد أوضح المؤلف الموسيقي، والمختص في التراث الشعبي الجزائري، عبد القادر بن دعماش، والذي أشرف مؤخرا على مشروع تكريم الفقيدة، الذي تم بحضورها شخصيا، وتقديمها لباقة متنوعة من أشهر أغانيها، أن شريفة مثال حي لنضال المرأة الجزائرية، حيث تميزت منذ بداياتها في فرقة الخالات التي أنشأتها الفنانة الشعبية لالا يامنة بقوة الشخصية. وأضاف المتحدث في تصريح له ل”الفجر”، أن الفنانة كانت تتميز بروح الفنانين الكبار، فاستطاعت أن تكون خليفة معلمتها ”لالة يمينة”، وتنال احترام وتقدير أعضاء الفرقة لتصير عميدة الفن التراثي القبائلي بجدارة وتؤرخ للأحداث التي عرفتها منطقة القبائل، وكذلك لمأساتها الشخصية بشكل مميز ولافت، مما جعلها تحتل المكانة المرموقة التي عرفت بها، والتي جعلت الفنانات الشابات يتأثرن بها، ويحاولن المحافظة على التراث الذي قدمته، فأعادت أغنياتها كل من الطاوس حمدان وحسيبة عمروش وأخريات. هذا وتعتبر الفنانة ”وردية بوشملال” من مواليد يوم 9 جانفي 1926 بقرية ”آيت حاله” ببلدية ”إيلماين” بمنطقة ”آقبو” (برج بوعريريج حاليا)، بدأت الغناء في سن الرابعة عشرة (سنة 1944) بالرغم من رفض الأهل ومقاطعتهم لها، غير أنها التحقت بالإذاعة وسرعان ما تربعت على عرش الأغنية القبائلية لسنين طويلة، حيث جالت التراب الوطني وحققت نجاحات كبيرة في حسن الأداء وبلاغة معاني كلمات أغانيها التي ناهزت 800 أغنية مثل ”أبقاو على خير أي آقبو”، ”أيا زرزور”، وأغنية ”أزواو” التي أعاد غناءها المطرب إيدير وأغنية ”سنيوا ديفنجالن”، وغيرها من الأغاني الناجحة التي أعاد غناءها فنانون كبار. اغتربت الفقيدة شريفة في فرنسا منذ تسعينات القرن الماضي حيث شكل اغترابها موضوعا وجدانيا لأغلب أعمالها في تلك الفترة، وغنت في ”الأولمبيا” بفرنسا سنة 1993، و”الأوبيرا باستي” سنة 1994 وفي ”زينيت ”بباريس سنة 2006. كما سيوارى جثمان الفقيدة بقرية ”إيلماين” بولاية برج بوعريريج.