جدّدت القاهرة أمس دعمها للحل السياسي للأزمة السورية، مؤكدة أن الخيار الدبلوماسي هو المخرج الأسلم والوحيد لوضع حد للحرب التي دخلت عامها الرابع، فيما تتواصل المعارك على محاور عدة من البلاد حيث أعلنت القوات النظامية إحكام قبضتها على مدينة يبرود شمال دمشق بعد معارك ضارية دفعت بالمعارضة إلى الانسحاب من المنطقة. وشدّد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أمس تأكيد موقف بلاده الداعم لحل سياسي للازمة السورية باعتباره الخيار الوحيد للمأساة التي يعيشها السوريون، وأكد فهمي في تصريحه بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الأزمة السورية، أن دمشق بحاجة إلى المزيد من الجهود العربية والدولية لإعادة بناء ما دمرته الحرب، مستبعدا اللجوء إلى الحل العسكري الذي يزيد حسبه من تعقيد الأمور في المنطقة ويفتح صفحة أخطر على الصراع في المنطقة تنحصر في رفع حصيلة الضحايا والمشردين والدمار بشكل عام، كما دعا وزير الخارجية المصري إلى التعجيل في استئناف مفاوضات جنيف، مطالبا بعدم استبعاد أيٍ من المواضيع الرئيسية المطروحة للتفاوض، خاصة ما يتعلق منها بهيئة الحكم الانتقالية التي تضمنتها وثيقة ”جنيف1” في 30 جوان 2012، وأثنى فهمي على جهود المبعوث العربي والأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي، وطالبت القاهرة في هذا السياق بسرعة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2139 بهدف التخفيف من معاناة الشعب السوري لتوفير الحد الأدنى من أسس التفاوض السياسي والتوصل إلى الحل المطلوب. وكانت باريس تعهدت بفرض المزيد من الضغوط لحل الأزمة، وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس الأول أن باريس لن تغظ الطرف عن الصراع السوري، على الرغم من بروز أزمات أخرى على صعيد الأحداث، ووعد بتكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي، ميدانيا سيطر جيش النظام السوري، أمس بشكل كامل على مدينة يبرود الإستراتيجية شمال دمشق، آخر معاقل المعارضة المسلحة في منطقة القلمون الإستراتيجية الحدودية مع لبنان، بعد معارك طاحنة بين جيش النظام مدعومة بمقاتلي حزب الله وجيش الحر، وقال التلفزيون السوري، نقلا عن مصدر عسكري أن جيش النظام سيطر على مدينة يبرود بريف دمشق، وتقوم القوات النظامية بتمشيط المدينة وإزالة المفخخات والعبوات الناسفة المزروعة على مستواها، فيما قالت مصادر المعارضة أن مدنيين وناشطين فرّوا من المدينة عبر الحدود اللبنانية ليلا قبل سقوط يبرود، وتعتبر خسارة هذه المدينة الإستراتيجية ضربة عملية ورمزية للمعارضة التي فقدت ممرا هاما للدعم والمساعدات وحرمت من قاعدة خلفية مهمة، فيما استرجعت قوات الأسد إمدادا جغرافيا حيويا على صعيد الإمدادات والسيطرة السياسية، حيث تشكل القلمون صلة وصل بين دمشق ومحافظة حمص وسط البلاد وكانت قوات النظام سيطرت في الأسابيع الأخيرة على المرتفعات المحيطة بيبرود.