يستعد المبعوث الاممي-العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لتقديم تقرير إلى مجلس الأمن حول حصيلة مفاوضات "جنيف 2" في وقت لاحق يوم الخميس فيما تصاعدت وتيرة الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في ريف حمص الغربي بعد أيام من تقدم الجيش في المنطقة. وفي هذا الصدد أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي أن الإبراهيمي سيأتي إلى مدينة نيويوركالأمريكية ليطلع الأمين العام الاممي بان كي مون على على نتائج مفاوضات "جنيف 2" بين النظام السوري والمعارضة. ويعد أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع بيان يدعم مهمة الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي وذلك قبل إلقاء الإبراهيمي كلمة اليوم أمام مجلس الأمن وأخرى يوم غد الجمعة أمام الجمعية العامة بخصوص مهمته في سوريا. للإشارة فإن الإبراهيمي حاول تجاوز الهوة بين المفاوضين في اجتماعات "جنيف 2" غير أن الخلافات بقيت تراوح مكانها ولم تحقق أي تقدم يذكر. وفي موازاة ذلك بدأت بعد ظهر أمس اجتماعات الهيئة السياسية لائتلاف المعارضة السورية في مدينة إسطنبول التركية. ومن المنتظر أن تتداول الهيئة السياسية جدول أعمال الاجتماعات المقبلة للهيئة العامة للائتلاف المزمع عقدها بعد انتهاء أعمال القمة العربية التي ستعقد بعد نحو أسبوعين. كذلك من المنتظر أن تحسم الهيئة الرئاسية الموعد النهائي لاجتماعات الهيئة العامة وحسم المكان الذي سيستضيف الاجتماعات حيث لا يزال مكان الاجتماعات مثار نقاش بين إسطنبول والقاهرة. ومن المقرر أن يتوجه وفد من الائتلاف بعد انتهاء الاجتماعات إلى نيويورك خلال عرض الإبراهيمي تقريره على مجلس الأمن. بان كي مون يناشد موسكو وواشنطن المساعدة في إحياء محادثات السلام المتوقفة وفي بيان بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للأزمة السورية ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "دول المنطقة والمجتمع الدولي لا سيما روسيا والولايات المتحدة بصفتهما الدولتين اللتين شجعتا مؤتمر جنيف حول سوريا إلى اتخاذ اجراءات واضحة لاعادة تحريك عملية جنيف". وأضاف أن "جيران سوريا يتحملون الآثار الإنسانية والأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة لهذا الصراع التي يصعب تحملها". ووجه نداء للنظام والمعارضة ل "لتحلي بالمسؤولية والرؤية والليونة لمواجهة هذا التحدي" وأكد أن "الحل السياسي وحده قادر على انهاء الكابوس الذي يعيشه السوريون". تصاعد وتيرة الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة تصاعدت وتيرة الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة اليوم الخميس في ريف حمص الغربي بعد أيام من تقدم الجيش في المنطقة في الوقت الذي تجدد القصف بالصواريخ على مدينة يبرود بريف دمشق. وقال "اتحاد تنسيقيات الثورة" المعارض في سوريا إن معارك "عنيفة" اندلعت قرب قلعة الحصن في ريف حمص وذلك بعد أيام فقط من سيطرة القوات الحكومية على منطقة الزارة القريبة منها. وذكرت "الهيئة العامة للثورة السورية" أن القوات النظامية قصفت مدينة يبرود في ريف دمشق التي تعد أحد آخر معاقل المعارضة في منطقة القلمون. وكانت وسائل الإعلام الرسمية السورية أعلنت امس الأربعاء أن الجيش السوري سيطر على منطقة مزارع ريما في يبرود وأنه يقترب من السيطرة على المدينة بشكل كامل. ومن شأن سيطرة القوات الحكومية السورية على يبرود تعزيز قدرتها على تأمين الطريق البري الذي يربط معاقل النظام على الساحل مع العاصمة دمشق وقطع خط الإمدادات على المتمردين عبر الحدود من لبنان. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 140 ألف سوري قتلوا منذ أن بدأ النزاع السوري في مارس 2011. الأسد يتفقد أوضاع النازحين ويؤكد الاستمرار في مكافحة الإرهاب في زيارة نادرة له إلى خارج العاصمة دمشق تفقد الرئيس السوري بشار الأسد أوضاع النازحين السوريين في مركز إيواء في بلدة عدرا في ريف دمشق حسب ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري. ونقل التلفزيون عن الأسد قوله امس أن "الدولة تواصل تأمين المستلزمات الأساسية للمهجرين إلى أن يعود الجميع إلى منازلهم في عدرا وغيرها" مجددا التأكيد على أن "الدولة مستمرة في مكافحة الإرهاب والإرهابيين الذين شردوا المواطنين من منازلهم ومارسوا جرائم بشعة بحقهم". وتقع عدرا شمال شرق دمشق وكانت مسرحا لمعارك بين المتمردين وقوات النظام التي أطلقت في ديسمبر هجوما واسع النطاق لإخراج مسلحي المعارضة منها. ويعود آخر ظهور علني للرئيس السوري إلى يناير الفلرط حين شارك في صلاة في مسجد بدمشق أما الزيارة الأخيرة له خارج دمشق فتعود إلى الأول من أغسطس الماضي أثناء تفقده عناصر القوات النظامية في مدينة داريا جنوب غرب العاصمة. وتبقى الحكومة السورية متمسكة بإنهاء العنف والإرهاب كأولوية قصوى بينما تركز المعارضة على تأسيس حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بدون وجود الرئيس بشار الأسد.