قال كيري في كلمته أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إنّ الجانبين اتخذا خطوات “غير مفيدة” في الأيام الأخيرة وإنّه يأمل أن يتوصلا إلى سبيل لاستئناف المفاوضات الجادة مشيرا إلى أنّهما عقدا اجتماعا مطوّلا يوم الاثنين. وأضاف قائلا: “ما يبعث على الأسف أنّ السّجناء الفلسطينيين لم يفرج عنهم كما كان مفترضا يوم السبت”، وأردف “إنّه بعد ذلك جاء إعلان إسرائيل عن مناقصات لبناء 700 وحدة سكنية في القدس”. وعبر كيري عن أمله في أن يجد الطرفان طريقا للعودة إلى المفاوضات قائلا “نحن نعمل معهما لتحقيق ذلك لكن عليهما اتخاذ ذلك القرار الجوهري وآمل أن يفعلا”. ذلك. وأضاف “من المفارقات المريرة أنّه في هذه اللحظة يجري التنازع بشأن الإجراءات، لا على جوهر اتفاق الوضع النّهائي إنّما على كيفية الوصول إلى مناقشة اتفاق الوضع النهائي”. ويذكر أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين بساكي قالت إن كيري لا يحاول إلقاء اللوم على إسرائيل في مأزق المحادثات. وبدا أن المحادثات على وشك الانهيار قبل انقضاء مهلة 29 أفريل، الموعد الذي كان يأمل كيري في التوصل إلى اتفاق سلام بحلوله. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن عن البدء في إجراءات الانضمام إلى 15 معاهدة دولية، وذلك للرّد على مماطلة إسرائيل في الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى. ومن جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنّ بلاده ترغب في الاستمرار في المحادثات مع الفلسطينيين، التي ترعاها الولاياتالمتحدة، ولكن “ليس بأي ثمن”. وخلال اجتماع حكومته الأسبوعي، ألقى نتنياهو باللائمة على الفلسطينيين في “تعطيل” المفاوضات قائلا “إنهم ينتهكون التفاهمات التي تم التوصل إليها بمشاركة الأمريكيين”. وأضاف أنّ بلاده سترد بخطوات منفردة إذا مضى الفلسطينيون قدما في خطوات من جانب واحد تجاه إعلان قيام دولة، من دون أن يكشف طبيعة تلك الخطوات. وقال “سيحققون دولة فقط عبر مفاوضات مباشرة. وإنهم يجعلون من التوصل لاتفاق سلام أمرا بعيدا. نحن مستعدون لمواصلة المحادثات ولكن ليس بأي ثمن”. وتراجعت إسرائيل عن إطلاق دفعة رابعة من المعتقلين الفلسطينيين وفقا ل”اتفاق يوليو”، الأمر الذي رد عليه الفلسطينيون بتقديم طلبات الانضمام إلى 15 معاهدة أو اتفاقية دولية. وبحسب الاتفاق الذي توصل إليه كيري، فإنّه على الجانب الفلسطيني العدول عن التوجه إلى الأممالمتحدة خلال تسعة أشهر، مقابل أن تفرج إسرائيل عن 104 معتقلين فلسطينيين منذ ما قبل العام 1993. وبخصوص الملف النووي الايراني، صرّح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه إذا استأنفت إيران برنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم، فإنها ستتمكن في خلال شهرين من تطوير سلاحها النّووي، وهو ما قد يستوجب تدخلا فوريا من قبل الولاياتالمتحدة. وأوضح كيري في تقرير للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أوّل أمس، أن ما قاله حول قدرات إيران لا يعني أنها تستطيع صنع رأس حربي ووسيلة لإيصالها خلال شهرين، بل الحديث يدور فقط عن قدرة طهران على إنتاج مواد انشطارية تكفي لصنع القنبلة. وتابع قوله “الأمر يتعلق بمجرد امتلاك المواد اللازمة لصنع قنبلة كما هو متصور، لكن دون أن تمتلك بالضرورة القدرة على وضعها في أي شيء لإطلاقها أو أن تكون لديها أية آلية لعمل ذلك”. وقد بدأت دول السداسية الثلاثاء جولة جديدة من المفاوضات النووية مع إيران في فيينا في محاولة للتوصل إلى تسوية شاملة بشأن برنامجها النووي.