أوضح مراد سنوسي مؤلف مسرحية ”الغول بوسبع ريسان”، التي عرضت ضمن المنافسة الرسمية لفعاليات اليوم الثاني من مهرجان بلعباس للمسرح المحترف، في دورته الثامنة، بأنّ العمل يكشف اغتصاب الحكام لثورات الشعوب وإجهاضها في مهدها ولا ينطبق على الجزائر أو بلد عربي معين. قال كاتب نص ”الغول بوسبع ريسان”، مراد سنوسي في حديث ل”الفجر” على هامش العرض الذي احتضنه المسرح الجهوي لبلعباس، أول أمس، بأنّ المسرحية كتبت سنة 1989، بعد الأحداث التي عرفتها الجزائر بسنة قبلها، أين عرفت الانتفاضة أو المظاهرات التي قام بها الشعب ضد الحكومة، وبالتالي لا يعني بلدا معينا في حدّ ذاته، رغم الإيحاءات السياسية الكبيرة التي تضمنها والتي تعكس الواقع السياسي الجزائري من خلال تصوير الأحزاب والسلطة والحكام والشعب من جهة أخرى. خصوصا وأنّه نشر سنة 1999 في كتاب، عن منشورات دار الغرب وتم تناوله في رسالة دكتوراة. وأضاف المتحدث سنوسي بأنّ العمل الذي تم بإشراف الراحل عبد القادر علولة، -حسبه- يندرج ضمن العالمية بالنظر إلى طابع المسرحية الكوميدي الهزلي، الذي بدأ يتخلى عنه وعن تطبيقه الفنانون المسرحيون الجزائريون والعرب على حدّ السواء. وأشار سنوسي في السياق بأنّ عالمية هذا النوع لا تعكس بأنّه كتب هذه السنوات، بل تمت كتابته سنة 1989، إلا أنّه يعالج أحداثا تقع اليوم. واعتبر بأنّ الموضوع المتناول من خلال قهر الحكام لشعوبهم بأي طريقة سواء مصادرة حرية التعبير أو ممارسة التعذيب والسجن لمجرد التفوه بكلمة أو التظاهر السلمي بأي شكل من الأشكال، بات يتزايد شيئا فشيئا وكل يوم، في جميع بلدان العالم سيما الدول العربية، رغم كتابته في فترة هي ليست فترة الزمن الراهن، مما يعني أنّ الواقع لم يتغير وأنّ علاقة السلطة بشعبها لم تتغير منذ سنوات، والدليل ما يراه الجميع اليوم على المستويين السياسي والاجتماعي وكذا الاقتصادي، ناهيك عن الوضع المزري الذي تعيشه المجتمعات. وفي السياق ذاته أكدّ المؤلف سنوسي مراد بأنّ فكرة النص توحي وتكشف من خلال رأي فريق المسرحية كيفية اغتصاب الحكام لثورات الشعوب وقهرها دون مبرر أو معرفة أو السماع للراي الآخر، حيث تتهمه بالمعارضة وإشاعة الفتنة في أوساط المجتمع ومحاولة تلطيخ سمعة السلطة. وفي ما يتعلق بتأخر إنتاج المسرحية لغاية السنة الجارية، قال: ”بعد سنوات من كتابته، تحلّت التعاونية الثقافية أصدقاء الفن بالشلف وعلى رأسهم المخرج ربيع وأجاوت، بالشجاعة وقامت بإنتاجه بنفس العنوان والمحتوى الذي لا يعدّ جديدا في المسرح، إنّما ركزت على الإخراج والنوع المسرحي الذي يضم الرقص والغناء، والذي بدأ يتلاشى ولا يهتم به من طرف الفنانين المسرحيين سواء مخرجين أو ممثلين”. وتعالج مسرحية ”الغول بوسبع ريسان”، التي أدى أدوارها ستة ممثلين، أحداثا سياسية واجتماعية في قالب هزلي فكاهي، تجري داخل مطعم، حيث قدمت نقدا لاذعا للواقع وصورت طريقة تعامل الحكام مع شعوبهم في ظلّ غياب قوانين أو عدالة تدين الظالم ولو كان من السلطة، مما يعكس الأزمة والمرض النفسي الذي يعاني منه خاصة الحكام العرب وتشدقهم بكرسي السلطة حتى يتوفاهم الله، ضاربين عرض الحائط مبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية التي يتغنون بها في خطاباتهم وشعاراتهم في الحملات الانتخابية.