خصصت السهرة الثانية للمهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية بمخيم الداخلة للاجئين الصحراويين، وللصحراء الغربية وقضيتها،حيث عرض أمس أول، الفيلم الوثائقي القصير ”جذور وصخب” والوثائقي الطويل ”أكلام لغن الصحراوي” (لكنه يتكلم بالبيت الصحراوي). ويتناول ”جذور وصخب” الذي أنتجه أبابا حميدة حافظ، القضية الصحراوية من خلال شباب الصحراء المهاجرين، والذين لم يعرفوا الصحراء الغربية لا وطنا محتلا ولا من خلال مخيمات اللاجئين، وهو فليم من إنتاج اسباني في 20 دقيقة. ويتوقف الفيلم عند عبارات صارمة تصدر عن الشباب الذين التقاهم المخرج ”سعد حبار نجدة” على غرار ”الصحراويون موجودون بأرض أو دونها” التي رددها شاب، كما أكد الشباب أنهم يشاركون في أي حركة تخدم قضيتهم بعيدا عن وطنهم المحتل. الفيلم اعتمد على صور مقربة ”بورتريهات” للمهاجرين الصحراويين الذين يمثل وجودهم في اسبانيا تفوقا ونجاحا، حيث حققوا اندماجا جيدا في المجتمع الاسباني دون أن يلتفتوا عن القضية الأم أو يتنكروا لهويتهم الصحراوية. في النصف الثاني من السهرة السينمائية بمخيم الداخلة للاجئين الصحراويين استمتع الحضور بفيلم نوعي تجاوز الخطاب المباشر عن القضية الصحراوية، حيث اتجه ”أكلام لغن الصحراوي” (لكنه يتكلم بالبيت الصحراوي) نحو ”الشعر الحساني” وغاص في عوالمه، واستغرق الفيلم الوثائقي 90 دقيقة تناول عددا من أهم الشعراء الذين عرفتهم ”القصيدة الحسانية”، واقترب من عوالمهم الشعرية مبرزا أهم المحطات التي مر بها الشعر الحساني خلال الاحتلال الاسباني والمغربي. ويحيي الفيلم جانبا مميزا من التراث الثقافي والهوياتي الصحراوي، وهو من إنتاج مشترك اسباني صحراوي، وقد اعتبر مخرجه بوهية اواه أنه اقتراب من شعراء الحسانية من اجل جيل صحراوي يكتب الشعر بالإسبانية. وكان المهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية قد افتتح مساء الأربعاء الفارط طبعته ال11،بمخيم الداخلة للاجئين الصحراويينو تحت شعار ”السينما في خدمة حقوق الانسان” بمشاركة 24 فيلما بين قصير وطويل ووثائقي، وسيتم تنظيم عددا من الورشات في مجالات السينما على هامش العروض السينمائية، وتعرض أفلام جزائرية على هامش الفعالية، حيث تم عرض ”زبانة” للسعيد ولد خليفة في مخيم بوجدور قبل الفعالية، على أن يعرض في مخيم الداخلة لاحقا، ويحضر المخرج الجزائري شريف عقون كضيف شرف.