إستقطب الفيلم الصحراوي الذي يحمل عنوان «وطن مقسم على اثنين»، الذي عرض سهرة الجمعة، جمهورا عريضا ضمن فعاليات الطبعة العاشرة من المهرجان الدولي للسينما الذي تجري وقائعه بمخيم الداخلة. وأوضح الشاب الصحراوي إبراهيم سليمة شقاف الذي أدى دور البطولة في هذا العمل السينمائي بأنه أول فيلم طويل ناطق باللهجة الحسانية الذي تنتجه المدرسة الصحراوية للسينما "عابدين قايد صالح"، التي أنشئت قبل سنتين بمخيم ولاية بوجدور وهو يمثل باكورة عمل جماعي لتلاميذ المدرسة بعد تلقيهم تكوينا في الفن السابع. ويستعرض هذا الفيلم على مدار 65 دقيقة قصة شاب صحراوي هجر قصريا من المناطق المحتلة بالصحراء الغربية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين والذي كان مجبرا عليه عبور جدار العار الذي يتجاوز طوله 2.700 كلم ويقسم تراب الصحراء الغربية إلى قسمين. وقد سلّط كاتب السيناريو الشاب محمد سالم الأنصاري خلال هذا الفيلم الضوء على الصعوبات التي تعرض لها هذا الشاب منذ ذلك الحين ولم يكن له سبيل يقصده حيث سرعان ما اتهم بأنه ليس شابا صحراويا أصيلا لكن ذلك لم يحد من قناعاته وعزيمته في النضال والكفاح من أجل حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وحول واقع السينما بالصحراء الغربية، صرح بطل الفيلم بأن صعوبات عديدة تواجه السينما الصحراوية ولعل من أبرزها عدم تفهم المجتمع الصحراوي لفكرة التصوير والتمثيل حول موضوع ما من شأنه أن يخدم القضية الصحراوية إلى جانب الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعيشها الصحراويون بمخيمات العزة والكرامة. وقد عبّر عدد من عشّاق الفن السابع والمتضامنين الذين استمتعوا بعرض هذا الفيلم إلى ساعة متأخرة من الليل على شاشة في الهواء الطلق عن ارتياحهم للمستوى الذي بلغه السينمائيون الصحراويون بالرغم أنهم لايزالون في بداية مشوارهم مبرزين في ذات الوقت أهمية السينما في التعريف بقضيتهم وبعث رسائلهم للمجتمع الدولي من أجل التحرك في إطار الجهود الرامية إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي. ويعد هذا الفيلم واحدا من أصل 65 فيلما مبرمجا عرضه خلال هذه التظاهرة السينمائية الدولية. وتميزت هذه الطبعة العاشرة من المهرجان الدولي للسينما في الصحراء الغربية بمشاركة أزيد من 320 مشارك من 20 دولة يمثلون نخبة من السينمائيين والمخرجين والممثلين و الإعلاميين. وتتواصل ضمن هذه الفعاليات أشغال الورشات في مجال السمعي - البصري وهذا إلى جانب المهرجان الجهوي للثقافة والفنون الشعبية الصحراوية