يقدّم المخرج بلقاسم حجاج، الأحد المقبل، العرض الأول للفيلم الروائي التاريخي ”فاطمة نسومر”، الذي أنتجته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بدعم من وزارة الثقافة ووزارة المجاهدين والمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 وشركة ”ماشاهو” للإنتاج. العرض الأوّل، لهذا الفيلم التاريخي، سيكون مخصصا صبيحة يوم الأحد للصحافة بحضور المخرج وطاقم العمل، يليه نقاش، بينما يقدم عرضه أمام الجمهور في اليوم الموالي، وذلك بقاعة ابن زيدون برياض الفتح بالعاصمة، حيث يرتقب أن يكون فيلم ”فاطمة نسومر”، ضخما وفي مستوى المناضلة الأمازيغية فاطمة نسومر، كما يحمل تطلعات الشعب الجزائري وجمهور السينما، خصوصا وأنّ عرضه يأتي بعد أيام قليلة فقط من عرض فيلم ”الأندلسي” لمحمد شويخ الذي لاقى انتقادا واسعة. في السياق يقدم الفيلم الذي تم تصويره مشاهده الأولى شهر فيفري الماضي، بقرية ”أورجة” مسقط رأس البطلة، بالقلعة بمنطقة ”تسامرت” و”تيزي” ببرج بوعريريج، نظرا لعراقتها تاريخيا وكونها تتوفر على جبال ومسالك وعرة، إلى جانب تصوير المشاهد المتبقية بكل من ولايتي تيزي وزو وبجاية، باللغة الأمازيغية تحت ترجمة باللغة الفرنسية بنوعية دولبي ديجيتال، على أن يتم إعداد نسخة منه بالعربية. كتب سيناريو العمل، المنجز في إطار الخمسينية، كل من السيناريست الكندي مارسيل بوليو والمخرج الجزائري بلقاسم حجاج، الذي صرّح سابقا بأنّه استغرق مدة عامين لنسج خيوط العمل، فيما دامت التحضيرات مدة سنة ونصف، كما أنّه اضطر إلى بناء ديكور القرية التي ولدت بها فاطمة نسومر بجبال البرج، كون المنطقة مازالت عذراء، مقارنة بمسقط رأس البطلة، الذي توجد به بنايات جديدة وطرق معبدة. إضافة إلى أنّ الشاعر بن حمدوش هو الذي وقّع حوار العمل بالأمازيغية، الذي ينقل نضال واحدة من نساء الجزائر، وقد أكدّ صعوبة اختيار الممثلين من مختلف ولايات الجزائر وخارج الوطن، حيث استغرق الأمر قرابة 7 أشهر، حيث يجسد أدوار القصة كل من الفنان القبائلي علي عمران، الممثل المغربي أسعد بواب، الممثلة الفرنسية لعتيتية أيدو التي تجسد دور البطولة عن شخصية فاطمة نسومر، رفقة مالحة معمري، الفرنسية من الأصول جزائرية. وحسب ما جاء في ملخص العمل فإنّ القصة تجري أحداثها في أواخر العشرية الرابعة من القرن التاسع عشر، في الوقت نفسه الذي كانت فيه منطقة القبائل لا تزال تتميز بتمردها المعهود والمشهود لها، بصفتها معقلا حقيقيا لكل الأصوات المنددة والمناهضة لتلك الأوضاع الجديدة التي فرضها المستعمر على البلد، حيث كانت فرنسا تتأهب لغزوها لهذه المنطقة الإستراتيجية. حينئذ بدأت المقاومة تنتظم شيئا فشيئا... في هذا الجو المشحون بالقومية نشأت وترعرعت البطلة ” فاطمة نسومر”، وسط عائلة من الأعيان المثقفة ظلت مرتبطة ارتباطا وثيقا بعقيدة دينية جد قوية، حيث شعرت مبكرا بأن شخصيتها المميزة سوف لن تسمح لها أن ترضى بذلك النظام المفروض آنذاك على المرأة الريفية؛ وبما أنها كانت تلك الوضعية التقليدية الخاصة بالمرأة للقرن التاسع عشر، فإنها فضلت أخيرا مسكها بزمام أمرها بمفردها، إلى أن كان لها موعدا مع قدر على مقاسها لما حان وقت تحرك عجلة التاريخ لصالحها. تدجر الإشارة أنّ الفنان صافي بوتلة هو من وقع موسيقى الفيلم، بينما صور مشاهد القصة يورغوس أرفنتيس، وقام بالتركيب إزابيل ديفتيك، والصوت لفليب غريفال ودومينيك فيارد، أمّا الديكور فوقعه رمضان قاصر.