الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرزاق الباب الأول:الخلافة وطبيعتها 1/ الخلافة لغة مصدر تخلف فلان فلانا إذا تأخر عنه، وإذا جاء خلف آخر،وإذا قام مقامه، ويقال خَلَفَ فلان فلانا إذا قام بالأمر عنه، إما معه وإما بعده.قال تعالى:{ولو نشاء لجعلنا منكم في الأرض يخلفون}. (سورة الزخرف). والخلافة النيابة عن الغير، إما لغيبة المنوب عنه وإما لموته وإما لعجزه الخلائف جمع خليفة، وخلفاء جمع خليف والخليفة السلطان الأعظم. 2/ والخلافة في لسان المسلمين، وترادفها الإمامة، هي ”رياسة عامة في أمور الدين والدنيا نيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم”. ويقرب من ذلك قول البيضاوي:”الإمامة عبارة عن خلافة شخص من الاشخاص للرسول عليه السلام في إقامة القوانين الشرعية وحفظ حوزة الملة، على وجه يجب اتباعه على كافة الأمة”. وتوضيح ذلك ما قاله ابن خلدون:”والخلافة هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي،في مصالحهم الاخروية، والدنيوية الراجعة إليها، إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشرع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة، فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به”. 3/ وبيان ذلك أن الخليفة عندهم يقوم في منصبه مقام الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كان صلى الله عليه وسلم في حياته يقوم على أمر ذلك الدين، الذي تلقاه من جانب القدس الأعلى، ويتولى تنفيذه والدفاع عنه. كما تولى إبلاغه عن الله تعالى، ودعوة الناس إليه.. يتبع