مجاهد: أي تهديدات من الإرهاب الدولي تستدعي تقوية الجبهة الداخلية بن جانة: القاعدة تحاول الخروج إلى العلن في كل مرة عند تلقي ضربة موجعة من الجيش زاوي: انهيار دولة وليس نظام في ليبيا وفرت الظروف الأمنية ”الهشة” في ليبيا، فرصة للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي يتزعمها الإرهابي أبو مصعب عبد الودود، لمخاطبة الليبيين بدعوتهم إلى القتال ضد اللواء خليفة حفتر، الذي يشن حملة ضد الإرهابيين. واتهم تنظيم دروكدال في بيانه، الجزائر بالتواطؤ مع قائد حملة ”الكرامة” في ليبيا. نشر أمس، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بيانا على مختلف المواقع المحسوبة على الجماعات الإرهابية، دعا من خلاله عناصره الإرهابية إلى مواجهة اللواء الليبي خليفة حفتر، الذي يقود حملة لتطهير ليبيا من الإرهابيين وفق تعبيره، ووجه حديثه إلى ”القبائل الليبية” التي وصفها بالأبية، وطلب منها ”البراءة من الخائن حفتر”، وفق ما جاء في البيان. وأشار دروكدال في ذات البيان، إلى اقتداء خليفة حفتر، بمسار الرئيس المصري الجديد، وقال إنه يسير على ”خطى المجرم السفاح عبد الفتاح السيسي، وبدعم منه ومن رأس الكفر أمريكا، وبأموال دول المؤامرات الخليجية”، وذهب إلى توجيه سهامه إلى الجزائر واتهامها ”بالتواطؤ معه”، مستطردا بالعودة إلى تاريخ حفتر ”ربيب أمريكا في ليبيا وخادمها المطيع، الذي يحارب الإسلام تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وتقتيل شباب الإسلام المطالبين بتحكيم الشريعة، تحت غطاء تطهير ليبيا من التكفيريين والمتطرفين”، على حد قول المصدر ذاته. وسألت ”الفجر” خبراء أمن حول حقيقة تهديدات القاعدة في هذه الظروف، حيث قال اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد إنه بالنسبة للصراع في ليبيا كان لابد من التساؤل لمن تعمل القاعدة ومن صنعها وما الهدف من أنشطتها الإرهابية؟ أما التساؤل الثاني فهل ما يجري في مصر وليبيا هو لتحسين الأوضاع السائدة في هذه البلدان أم لا؟ وقلل اللواء من حدة التهديدات الصادرة عن تنظيم القاعدة الإرهابي، وأوضح أنها ”استعراضية وأي تهديدات من الإرهاب الدولي في ذاتها هو تهديد لكل الكيانات، ولذلك على هذه الكيانات أن تنظم شؤونها الداخلية مع بذل مزيد من الجهد والطاقات لردع والتصدي لمجابهة التهديدات العبارة للحدود”، داعيا المسؤولين والمعارضين والخبراء وأهل الاختصاص إلى أخذ موضوع تقوية الجبهة الداخلية بجدية، وتابع بخصوص الضغوط الكبيرة على حدود الجزائر بسبب ما تشهده ليبيا من فوضى أمنية، أن ذلك ”يتوقف على مدى صلابة الجبهة الداخلية، لكن على كل القوى الوطنية الحية في البلاد سواء من كان في السلطة أو المعارضة، عليها أن تبحث عن تحسين الجبهة الداخلية”. من جهته، أوضح العقيد المتقاعد والملحق العسكري السابق للجزائر في الشرق الأوسط، بن عمر بن جانة، أن مثل هاته التصريحات تحاول في كل مرة عند تلقي ضربة موجعة من قبل قوات الأمن، أن تخرج إلى العلن، معتبرا أنها ”عادية”، وبين أن وصفها للحكومة بالتواطؤ ليس بجديد، فقد سبق وأن نعتته ب”الطاغوت”. وأشار بن جانة، إلى امتلاك القاعدة لعلاقة بالمجموعات القتالية المتواجدة في سوريا وليبيا، وجماعة أنصار الشريعة، فهم عندهم خاصية التضامن فيما بينهم والولاء، لكن ظهورهم لا يقترن بأي توقيت أو ما شابه، مثلما يحاولون إيهام الرأي العام، وإنما كانت تهديداتهم منذ 72 إلى حد الآن، وهو ما يجب أن نتيقظ له. من جانبه، أشار الخبير الأمني علي زاوي إلى تحذيرات سابقة أطلقها بعد انهيار نظام معمر القذافي عام 2011، وما تبعه من دخول البلاد في فوضى السلاح، مبينا أن ليبيا انهارت دولة وليس نظام، داعيا إلى تركيز جل الاهتمام على ضبط الحدود فهو الخطر القادم منها، يضيف المتحدث.