كشفت صحيفة الديلي تلغراف، في عددها الصادر يوم أمس، ضلوع رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني ضمن قائمة المتورطين في الفساد بشأن فوز قطر باستضافة بطولة كأس العالم 2002. وأكدت الصحيفة أنها تملك الدلائل بلقاء بلاتيني سرا لمحمد بن همام، الذي كان وقتها عضوا في المكتب التنفيذي للفيفا والذي أبعد مدى الحياة سنة 2012 بتهمة الفساد، وكانت الصنداي تايمز في وقت سابق أنّ بن همام يكون قد صرف مبلغ 5 ملايين دولار كي يصوّت المسؤولون عن الكرة المستديرة لصالح ملف قطر. رفض رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر وأمينه العام الفرنسي جيروم فالك، يوم الإثنين خلال تواجدهما في ريو دي جانيرو لتدشين مركز البث التلفزي للمونديال الذي سينطلق بعد أيام الرد، هذه المزاعم واكتفى فالك وقتها بالرّد ”لا أجوبة، لا أسئلة”. تناولا فطور الصباح معا شهرا قبل تصويت المكتب التنفيذي للفيفا وأفاد الموقع الإلكتروني للديلي تلغراف أن كلاّ من بلاتيني ومحمد بن همام قد التقيا بتاريخ 2 ديسمبر 2012 أي شهرا قبل انعقاد تصويت المكتب التنفيذي للفيفا بمدينة زوريخ، وبعدها بأيام (دائما قبل التصويت) لبّى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بقصر الإليزيه دعوة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لمأدبة عشاء حضرها كل من لعشاء بوجود أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزراء الإمارة حمد بن جاسم. وكان بلاتيني قد أدلى بتصريح لليومية الرياضية الاسبانية آس قال فيه ”لم يطلب مني الرّئيس ساركوزي التصويت لصالح ملف قطر ولا حتّى الطرف المستضيف لمونديال-2022، لا قبل ولا خلال ولا بعد هذا اللقاء”. ويشار إلى أنّ الفيفا أعلنت الإثنين الماضي أن التحقيق حول ملف استضافة كل من روسياوقطر لمونديالي 2018 و2022 المثيرين للجدل ستنتهي يوم 9 جوان المقبل. يذكر أنّ صحيفة ”صاندي تايمز” البريطانية نشرت تقريرا يتهم رئيس الاتحاد الآسيوي السابق، القطري محمد بن همام، بدفع 5 ملايين دولار لمنح بلاده حق استضافة المونديال، وتمثل رد اللجنة القطرية لتنظيم كأس العالم لمحطة ‘سي ان إن' بشأن الاتهامات التي وجهتها الصحيفة للدوحة في أنّ لجنة ملف قطر 2022 تحلت بأعلى مستوى من الأخلاق والنزاهة في محاولتها الناجحة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022. وأوضحت ”فيما يتعلق بالمزاعم الاخيرة لصحيفة صنداي تايمز، نحن نقول مرة أخرى أن محمد بن همام لم يلعب أي دور رسمي أو غير رسمي بملف استضافة قطر لكأس العالم 2022، وسواء مع كل الأعضاء الآخرين باللجنة التنفيذية للفيفا، وكان على فريق عرضنا لملف قطر 2022 إقناع السيد بن همام”. ديفيد كاميرون: ”إثبات تورط قطر يفتح الباب على كافة الاحتمالات” وفي هذا الشأن، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن مزاعم الفساد بشأن فوز قطر باستضافة بطولة كأس العالم 2002، تفتح الباب على كافة الاحتمالات، في إشارة إلى إمكانية نقل البطولة إلى إنجلترا إن صحت هذه الاتهامات. واستذكر كاميرون في لقاء انتخابي في مدينة نيوآرك عن ذكرياته الأليمة حين حضر برفقة ولي عهد بريطانيا، الأمير ويليام دوق كامبريدج في نهاية 2010، الحفل الذي أعلن فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم خسارة بلاده شرف استضافة مونديال 2018. وكانت إنجلترا، التي تقدمت لاستضافة مونديال 2018 بعد أن استبعد الاتحاد الدولي القارة الأوروبية من المنافسة على استضافة البطولة المقررة في 2022، خسرت المعركة أمام روسيا التي تفوقت أيضا على إسبانيا-البرتغال وهولندا- بلجيكا. وشدد كاميرون على ضرورة انتظار نتائج التحقيق معتبرا أن كافة الاحتمالات واردة، علما أن المحامي الأمريكي مايكل غارسيا الذي يقود فريق التحقيق المكلف من الفيفا، قال، في وقت لاحق الإثنين، إنه سيرفع في غضون أسابيع تقريره بشأن مونديالي 2018 و2022. لكن تلميحات كاميرون غير المباشرة عن إمكانية نقل ”مونديال 2022” إلى إنجلترا تصطدم بتصريحات خبراء في الشأن الرياضي، الذين يشيرون إلى أحقية حصر المنافسة بين استراليا والولايات المتحدة وكوريا واليابان التي خسرت أمام قطر. بلاتيني ”لم يعد يفاجئني شيئا لانها مجرد شائعات تهدفالى تشويه صورتي...” ومن جهته ندد الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في بيان أصدره أمس بما تضمنه مقال ”ديلي تلغراف” البريطانية ووصفه ب”شائعات لا أساس لها هادفة الى تشويه” صورته. وجاء في بيان النجم الفرنسي السابق ”لا استغرب من بث شائعات لا أساس لها تهدف الى تشويه صورتي في لحظة مهمة لمستقبل كرة القدم. لم يعد يفاجئني شيء!”. وأشار بلاتيني (58 عاما) باللحظة المهمة إلى مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم المقرر يومي 10 و11 جوان الحالي في ساو باولو، قبل سنة من الانتخابات الرئاسية لفيفا في جوان 2015. ولم يخف السويسري جوزيف بلاتر (78 عاما) رئيس الاتحاد الدولي الحالي نيته بالترشح لولاية جديدة على رأس المنظمة الدولية، فيما كشف بلاتيني أنه سينتظر نهاية الصيف ليعبر عن رغبته بالترشح من عدمها. وبشأن لقائه ببن همام قال بلاتيني ”أجد أنه من المدهش أن محادثة مع زميل في اللجنة التنفيذية لفيفا في تلك الفترة قد تتحول إلى مؤامرة. بالطبع التقيت بالسيد بن همام لعدة مرات في عام 2010، بما أننا كنا سويا في اللجنة التنفيذية في فيفا منذ عام 2002”. وأضاف ”في تلك المحادثات مع السيد بن همام، كان موضوع النقاش الترشح إلى رئاسة فيفا. سعى السيد بن همام في الواقع إلى إقناعي بالترشح إلى رئاسة الاتحاد الدولي في 2011”. ولم يخف بلاتيني أنه صوت لقطر في ملف مونديال 2022 بغية انفتاح كرة القدم أمام دول جديدة. وختم بلاتيني ”أريد التذكير أني العضو الوحيد في اللجنة التنفيذية الذي كشف عن تصويته، وهذا دليل على شفافيتي التامة، ولا أحد يملي علي ما يجب القيام به”.