قررت وزارة الدفاع الوطني استحداث قطاع عملياتي جديد يكون مقره بولاية تندوف، تتم ترقيته بعد عامين إلى ناحية عسكرية سابعة، حسب ما أفادت به مصادر أمنية موثوقة ل”الفجر”. وقالت ذات المراجع إن الخطوة جاءت خلال اجتماع ضم قيادات من الجيش الشعبي الوطني والأمن، حول خطورة الأوضاع في الساحل، حيث تقرر الانطلاق في الاستراتيجية التي ستضمن تغطية أمنية واسعة للمناطق الجنوبية. وتحدثت مصادر ”الفجر” عن الشروع في إنشاء القطاع العملياتي الذي سيضم 12 ألف جندي، إضافة إلى قوات الدرك الوطني وضباط من القوات الخاصة، وتزويده بكل الوسائل والتكنولوجيات الحديثة من أسلحة متطورة ووسائل اتصال، إضافة إلى الطائرات النفاثة، وستكون مهمة القطاع العملياتي حماية الحدود الجزائرية الليبية من مهربي الأسلحة والمخدرات، منع تسلل الجماعات الإرهابية إلى المواقع البترولية والمؤسسات الاقتصادية الحساسة وتسريع عملية التدخل في حال حدوث أزمة أمنية مثل تلك التي وقعت في تيڤنتورين. وأكدت ذات المصادر أن الاجتماع الذي جمع قيادات الجيش الشعبي الوطني وحضره قادة النواحي العسكرية الستة، توصل إلى أن الجيش الوطني الشعبي ”يؤمّن حدود الجزائر على أكمل وجه”، وأن الأوضاع على الحدود لا تبعث على الارتياح، وذلك في سياق التطورات الجارية على الحدود الشرقية الممتدة من النيجر ومالي جنوبا، إلى غاية تونس شمالا، مرورا بليبيا، وهي المناطق التي شهدت نشوء بؤر إرهابية جديدة. وأوضح ذات المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن الجيش الوطني الشعبي ”عزز من إمكانياته وقدراته على الحدود الشرقية بسبب ما تعيشه تونس وليبيا من اضطرابات”، وقال إن الجيش ”يضطلع بالمهام الموكلة إليه على أكمل وجه”. وكشفت ذات المصادر أن ”هناك تبادلا للمعلومات الأمنية بين الجزائر وجيرانها قصد محاربة مختلف الآفات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، منها الإرهاب والتهريب بكل أشكاله”، في إشارة إلى أنه رغم الصعوبات السياسية التي تواجهها حكومات دول المنطقة، كليبيا وتونس، بسبب الخلاف حول ورقة الطريق السياسية، إلا إن التعاون قائم بين الجيش والمؤسسات الأمنية والعسكرية في دول الجوار، خصوصا فيما يتعلق بتبادل المعلومات الاستخباراتية. وضمن هذا السياق، تعد الجزائر من بين دول المنطقة الأساسية التي تملك ”بنك معلومات” حول التنظيمات وهوية العناصر الإرهابية النشطة ضمن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أو في كتيبة الملثمين أو ”التوحيد والجهاد”، وذلك بالنظر إلى الخبرة التي اكتسبتها قوات الأمن في مواجهتها لمخططات الإرهابيين طيلة سنوات الأزمة الأمنية التي مرت بها الجزائر.