أكدت مصادر أمنية أن قوات الجيش الشعبي الوطني تتحكم في زمام الأمور، ولم يتم تسجيل تسلل أي إرهابي إلى الجزائر عبر الحدود الشرقية خلال الأسابيع الأخيرة، مشددا على جاهزية مختلف وحداتها لمواجهة أي طارئ، خاصة وأن تقارير خبراء المؤسسة العسكرية تؤكد أن الخطر القادم من ليبيا أكبر بعد تمركز الإرهابيين الهاربين من شمال مالي بالجنوب الليبي المتاخم للحدود الجنوبية الجزائرية. حذّرت تقارير أمنية أعدتها المؤسسة العسكرية من تنامي خطر المجموعات الإرهابية بالجنوب الليبي، خاصة في ظل عجز السلطات الجديدة في ليبيا من فرض سيطرتها ومواجهة الميليشيات، التي رفضت التخلي عن السلاح بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي. وقالت التقارير ذاتها إن الجنوب الليبي أصبح منطقة جذب كبير لمختلف قيادات المجموعات الإرهابية بما فيها تلك التي كانت تنشط بشمال مالي، وهروبها من المنطقة بعد التدخل العسكري في المنطقة، معربة عن قلقها الكبير من أي تحالفات من شأنها أن تحدث بين الإرهابيين الوافدين والميليشيات الليبية، خاصة مع الوفرة الكبيرة للسلاح. وذكرت مصادرنا الأمنية أن تنامي المجموعات الإرهابية في الجنوب الليبي الذي لا يبعد كثيرا عن ولاية إليزي من شأنه أن يهدد استقرار الجزائر، وسط تخوفات كبيرة من استغلال هذه الجماعات لعناصر جزائرية تتنقل بين البلدين لتنفيذ عمليات بالجزائر، خاصة وأن الجزائر تتحمل وحدها مهمة مراقبة الحدود في غياب كبير للقوات الليبية بعد انهيار المؤسسات الأمنية بالبلاد، التي تعاني لحد الساعة عدم استقرار الأوضاع الداخلية. وقالت مصادر أمنية بشرق البلاد، إن التحقيقات الأمنية مع بعض العناصر الإرهابية، التي سلمت نفسها بولاية إليزي، الشهرين الماضيين في إطار قانون المصالحة الوطنية الذي فعّلته الجهات الأمنية الجزائرية بعد موقعة تيغنتورين، أثبت أن هناك مخططا كبيرا لضرب الجزائر من ليبيا باستخدام عناصر محلية تعرف المنطقة والمواقع النفطية جيدا. وأشارت مصادرنا إلى أن الجيش كان يتوقع ما يحدث الآن في تونس وليبيا ولديه حتى نظرة استشرافية للأوضاع، لذا اتخذ كافة التدابير الأمنية حتى قبل أن تبدأ القوات التونسية مطاردتها للعناصر الإرهابية الموجود حاليا بجبل الشعانبي، وأن الحركية التي تعرفها المنطقة لن توجه أنظار قوات الجيش الشعبي الوطني عن الجماعات الإرهابية المحاصرة بجبال الولاياتالشرقيةالجزائرية، في إشارة إلى محاولة الإرهابيين الجزائريين الاستفادة من الوضع وتغيير مواقعها داخليا مع اهتمام بالوضع في تونس على حدودنا. وأكدت مصادرنا أن الأمور عادية وأن التعزيزات موجودة تحسبا لأي مستجد، وأنه لحد الساعة لم تسجل مصالح الأمن أي محاولة تسلل إرهابيين من تونس نحو الجزائر، مشيرة إلى ”أن الوضع حاليا صعّب على الإرهابيين دخول الجزائر، خاصة وأن القوات التونسية هي الأخرى ضاعفت إجراءاتها الرقابية على الحدود مع الجزائر، وهذا مكسب إضافي”. من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أمس الأول، ”أن القوات التونسية تجد صعوبة في تحديد مكان المجموعة الإرهابية التي تلاحقها منذ نحو أسبوع في جبل الشعانبي على مقربة من الحدود مع الجزائر، وأن الإرهابيين ”غادروا مواقعهم الأساسية ولم يعثر عليهم بعد نظرا لاتساع المنطقة التي تجري فيها العمليات والتي تبلغ نحو 70 كيلومترا مربعا”.