قررت الفيفا نقل المونديال إلى القارة الآسيوية وتنظيمها في بلدين مناصفة لأول وآخر مرة، وقد كان ذلك في كوريا الجنوبية واليابان في الفترة الممتدة من 31 ماي إلى 30 جوان 2002، وقد شاركت في التصفيات 199 دولة تأهلت منها 29 منتخبا زائد حامل اللقب فرنسا والبلدين المنظمين. ومن البداية بدت الدورة غير عادية حين تمكنت أسود السينغال من افتراس الديك الفرنسي في الافتتاح بسيول. وحكموا على حامل اللقب بالإقصاء المبكر، بعد أن عجز عن تسجيل أي هدف في مبارياته الثلاث، ولم يقتصر الأمر على فرنسا، بل امتد للبرتغال التي سقطت أمام أمريكا ثم كوريا، وتوالت المفاجآت بسقوط الأرجنتين من الدور الأول بقيادة العبقري المجنون بيلسا، وعلى النقيض من ذلك سارت الأمور بشكل جيد بالنسبة لكوريا الذين تفتحت شهيتهم عن آخرها بعد تجاوز الدور الأول، فأقصوا الطليان ثم الإسبان ليدركوا المربع الذهبي، قبل أن يصطدموا بواقعية الماكينات الألمانية، فيما سارت البرازيل بكل هدوء مع تألق لافت لرونالدو الذي سجل هدف المرور للنهائي في مرمى تركيا، ليكون النهائي المصغر بين كوريا وتركيا ويعود لمنتخب البلد المنظم، بينما النهائي بين العملاقين البرازيلي والألماني ومرة أخرى الداهية رونالدو يحسم الموقف ويباغت أوليفر كان، في مناسبتين، ويمنح بلاده اللقب الغالي، ليكون المنتخب الوحيد الذي توج بالكأس في شتى القارات، وخطف رونالدو كل الأضواء لكون أدائه في البطولة كان رائعا جدا، ولهذا السبب كان هو القائد لمنتخب مفعم بالنجوم مثل ريفالدو، رونالدينيو، روبرتو كارلوس، كاكا، دينلسون وكافو... وقد سطر رونالدو بلعبه نموذجا لما يجب أن يكون عليه المهاجم المتميز، ففي الدور الأول، سجل هدفا في مرمى تركيا، ثم آخر ضد الصين، وهدفين في مرمى كوستاريكا، وفي الدور ثمن النهائي سجل من جديد في مرمى بلجيكا، وفشل في هز الشباك فقط في مباراة إنجلترا بالدور ربع النهائي، والتي حالت دون أن يعادل الرقم القياسي لمواطنه جيرزينيو الذي أصبح في بطولة كأس العالم 1970 اللاعب الوحيد الذي يحرز هدفا على الأقل في جميع المباريات التي يشارك فيها في إحدى بطولات كأس العالم. وقال: ”لم أكن أفكر في تحطيم أي رقم... فقط كنت أريد تسجيل الأهداف كي نفوز بالمباريات. الأمر الرئيسي في ذهني كان تحقيق الرقم القياسي بالفوز بكأس العالم للمرة الخامسة”. البطاقة الفنية للمباراة النهائية (البرازيل 2 - ألمانيا 0) 30 جوان 2002 الملعب الدولي ليوكوهاما، زهاء 70 ألف متفرج الحكم: كولينا (إيطاليا) الإنذارات: روكي جينيور (د5) من البرازيل كلوزه (د9) من ألمانيا الأهداف: رونالدو (د67 + د79) للبرازيل التشكيلتان: ألمانيا: كان، لينك، ميتزلدر، جيريميس (أصامواه د 77)، فرينقس، هامان، ريميولوف، شنايدر، بود (زيق د84)، نيفيل، كلوزه (بيرهوف د74). المدرب: رودي فولر البرازيل: ماركوس، كافو، روبرتو كارلوس، روكي جينيور، لوسيو، إدميلسون، كليبرسون، رونالدينيو (باوليستا 85)، سيلفا، ريفالدو، رونالدو ( دينيلسون د90). المدرب: فيليب سكولاري نوستالجيا خضرا سعدان - حاليلوزيتش... ونار الغيرة هناك إجماع على أن أفضل إنجازات الخضر كانت تحت إشراف مدربين جزائريين، بدليل أن كل التتويجات والتألقات كانت بفضل ”أولاد البلاد” الذين بلغ عددهم 25 مدربا أبرزهم رابح سعدان الذي صنع الفارق بإشرافه على العارضة الفنية للخضر في مونديالي 1986 ثم 2010، كما أنه قاد الخضر أكثر من غيره ب104 مباراة وكانت المشاركة الأولى تحت قيادة خالف ومخلوفي، فيما سيكون حاليلوزيتش أول مدرب أجنبي يقود الجزائر في المونديال، رغم أنه المدرب العاشر للخضر حيث سبقه كل من الفرنسي لوسيان لوديك، الروماني فلانتين ماكري، الصربي زدرافكو رايكوف، الروسي إيفغيني روغوف، الروماني مارسال بيغولا، الروماني ميرسيا رادوليشكو، البلجيكي جورج ليكنس، البلجيكي روبرت واسايج والفرنسي ميشال كافالي ويحلم الكوتش فاهيد، الذي له حساسية كبيرة مع سعدان أن يكون على الأقل أحسن مدرب أجنبي قاد الخضر ولم لا التفوق على أسطورة سعدان الذي يكون قد عقده منذ موقعة كابيندا حين فاز عليه وتسبب في تنحيته من العارضة الفنية لفيلة كوت ديفوار، وتبدو الفرصة مواتية لحاليلوزيتش إذا ما عرف كيف يستثمر الفورمة التي يتواجد عليها الخضر، لأن غريمه سعدان وإن لعب 6 مواجهات مونديالية فإنه لم يحقق أي فوز، بل اكتفى بتعادل في كل دورة أمام إيرلندا الشمالية ثم إنجلترا و4 هزائم ضد كل من البرازيل، إسبانيا، سلوفينيا وأمريكا، فضلا على أن الهجوم سجل هدفا يتيما أحرزه جمال زيدان ومن كرة ثابتة، ويمكن لحاليلوزيتش أن يتجاوز سعدان إذا ما تمكن من استعادة نغمة الانتصارات وهو حلم كل الجزائريين الذين يحلمون بأن تحرك نار الغيرة التي أحرقت حاليلوزيتش من سعدان وعندها فقط سنقول له: نعم أنت أفضل مدرب أشرف على الخضر... ! أول لاعب يسجل أكثر من 7 أهداف في دورة واحدة بعد 34 سنة رونالدو لويس نازاريو دي ليما في القمة بعد صيام عن تسجيل الأهداف الدولية منذ سنة 1999 ما فتح باب التأويلات والشكوك حول جاهزيته ومشاركته في المونديال الآسيوي، إلا رونالدو لويس نازاريو دي ليما أثبت جدارته بالاستدعاء للعرس الكروي، وأقنع مدرب البرازيل سكولاري ليلعب دورا هاما في تتويج السحرة بأداء قوي وأهداف حاسمة، أبرزها في الدور النهائي حين سجل هدفي التتويج بكأس العالم، ليكون عدد أهدافه في هذه الدورة 8، ليكون أيضا أحسن هداف، كما أنه تمكن من تخطي حاجز 7 أهداف بعد 34 سنة كاملة، على اعتبار أنه منذ مونديال المكسيك 1970 لم يستطع أي لاعب أن يحرز أكثر من سبعة أهداف في دورة واحدة، لكن واقعية رونالدو جعلته يكتب اسمه بأحرف من ذهب ضمن أساطير المونديال، بعد أن رفع رونالدو رصيده في النهائيات إلى 12 هدفا، بعد أن كان قد سجل أربعة في مونديال فرنسا 1998، فعادل رقم مواطنه الأسطورة الشهير بيلي. بعد فشل التجربة بكوريا واليابان الفيفا لن تنظم المونديال في بلدين مناصفة تقدمت دولتا اليابان وكوريا الجنوبية بملف منفصل لاستضافة كأس العالم 2002، وكان معهما المكسيك، ولكن بعد فترة وبناء على اقتراح من الفيفا نفسه، تم دمج الملف وطلب التنظيم ليكون مشتركاً بينهما لرغبة الفيفا في تواجد البطولة في قارة آسيا لأول مرة، وفازت الدولتان بالاستضافة بالتزكية ودون تصويت، ولكن بعد المسافة الشاسع بين الدولتين تسبب في مشاكل تنظيمية وفكرية وأيضاً إرهاقاً للفرق المشاركة في البطولة. وبناء على ذلك، وبعد انتهاء البطولة، قرر الفيفا أن تلك آخر مرة سيتم الموافقة فيها على تقدم دولتين معاً بطلب استضافة للبطولة. خيبة عربية بإمضاء السعودية شاركت السعودية في المونديال الآسيوي كحاملة لآمال العرب الذين تمنوا لها إعادة ملحمة أمريكا 1994 خاصة وأن الأخضر كان أكثر تجربة وخبرة في المونديال، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث سيظل تاريخ غرة جوان عالقا في الذاكرة، حين تلقت السعودية أثقل خسارة عربية في تاريخ المشاركات في المونديال بنتيجة 8 0 أمام الماكينات الألمانية، وهو ما حول الأخضر إلى منتخب ”يابس” ويائس، بدليل أنه سقط في المواجهتين التاليتين أمام الكاميرون بهدف إيتو ثم بثلاثية أمام إيرلندا. وقد قضت هذه النتائج على ما فعله ذات المنتخب في أمريكا حين بلغ الدور الثاني في أول مشاركة له، لكنه بعد ذلك تفنن في التحول لطريدة سهلة تتلقى أثقل الهزائم بدليل خسارتها برباعية نظيفة أمام فرنسا في دورة 1998 ثم رباعية أخرى أمام أوكرانيا في دورة 2006، ليكون منتخب المملكة ”أحسن” منتخب عربي مهزوم في المونديال ! أصداء من الدورة أحرز في هذه البطولة 161 هدف في 64 مباراة أى بمعدل 52.2 هدفا في المباراة الواحدة. بلغ عدد الأهداف التي أحرزت في الدور الأول130 هدفا، بينما ^ شهد الدور الثمن النهائي إحراز 17 هدفاً، أما الدور الربع النهائي فقد أحرزت فيه 5 مقابل هدفين في الدور نصف النهائي و5 أهداف في مباراة المركز الثالث وهدفين في المباراة النهائية. أحرز المهاجم التركي هاكان سوكور أسرع هدف في المونديال وكان في مرمى كوريا الجنوبية في الثانية الحادية عشرة من مباراة المركز الثالث. بلغ عدد البطاقات الصفراء 272 بطاقة منها 203، أما عدد البطاقات الحمراء فبلغ 17بطاقة. احتسبت في هذا المونديال 13 ركلة جزاء منها 5 أهدرت. بلغ إجمالي عدد المتفرجين 2705167 متفرجا، من بينهم 69029 في المباراة النهائية. افتتح التسجيل في مونديال 2002 اللاعب بابي بوبا ديوب في المرمى الفرنسي في الدقيقة30 واختتم الأهداف اللاعب رونالدو في المرمى الألماني في الدقيقة 79. سجل اللاعب البرتغالي بينتو الهدف رقم 1800 في تاريخ المونديال، وسجل الإيطالي كريستيان فييري الهدف ال1900 بينما سجل المهاجم البرازيلي رونالدو الهدف 1916 في تاريخ النهائيات. اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حارس مرمى وقائد منتخب ألمانيا أوليفر كان أفضل لاعب في المونديال، فيما حصل منتخب بلجيكا على جائزة اللعب النظيف. أكثر الفرق حصولا على بطاقات حمراء هي الباراغواي والبرتغال وتركيا وحصلت كل منها على بطاقتين.