إبتسم “الأمياس الذهبي” خلال إسدال الستار على الفعالية الثانية لمهرجان السينما المغاربية للجزائر والمغرب، بعد أن افتك فيلما “السطوح” لمرزاق علواش و”الأيام السابقة” لكريم موساوي جائزتي منافسة الأفلام الطويلة والقصيرة، بينما عاد “الأمياس الذهبي” للمغرب في فئة الوثائقي عن فيلم “جدران ورجال” لدليلة الناظر. سلّمت، الأربعاء الفارط، وزيرة الثقافة نادية لعبيدي خلال إشرافها على حفل الختام الفعالية الثانية التي عرفت توافد جمهور كبير على عروضها منذ انطلاقتها، “الأمياس الذهبي” الخاص بالفيلم الطويل للمثل حسان بن زراري الذي ناب عن المخرج مرزاق علواش الغائب بداعي تحضيره لمشروع سينمائي غرار المخرج والممثل المغربي رشيد الوالي والممثلة عديلة بن ديمراد والمخرجة كوثر بن هنية وهشام العسري. ومنحت في الفئة نفسها لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج الجزائري أحمد راشدي خمسة جوائز، وقبل أن يعلن عن النتائج النهائية، قال راشدي بأن التظاهرة السينمائية ليست مسابقة بقدر ما هي مرحلة لتقييم أحدث الأفلام المنتجة على المستوى المغاربي. وأوضح بأنّ اللجنة منحت تنويهين خاصين للممثلين عبد الفتاح مجادي عن الفيلم المغربي الطويل “القمر الأحمر” الذي أخرجه حسان بن جلون وحسن بديدا عن الفيلم المغربي “هم الكلاب”. وعادت بجائزة أحسن دور نسوي في هذا الصنف للمثلة الجزائرية عديلة بن ديمراد عن فيلم “الأسطح”، ونال جائزة أحسن دور رجالي الممثل الجزائري نبيل عسلي عن فيلم “الدليل” لعمور حكار مناصفة مع الممثل المغربي رشيد الوالي عن دوره في فيلم “يما”. كما حاز الفيلم المغربي “يما” على جائزة أحسن سيناريو، وتقاسم الفيلمين المغربي “هم الكلاب” والتونسي “شلاط تونس” جائزة لجنة التحكيم الخاصة. في صنف الأفلام القصيرة توج المخرج الجزائري كريم مساوي بجائزة الأمياس الذهبي عن فليمه “الأيام السابقة” الذي يعالج حياة مجموعة من الشباب في الضاحية الجنوبية للعاصمة أيام الإرهاب في ذات المنافسة التي كانت بين 17 فيلما من خمسة بلدان. ونوهت لجنة التحكيم بفيلم “نار” للتونسية نجمة الزغيدي، كما أشادت بفيلم “الممر” لأنيس جعاد، فيما حاز الفيلم المغربي “اليد الثالثة” لهشام الاذقي على جائزة لجنة التحكيم. وقال كريم موساوي عقبل الفوز بأنّ تتويجه في الجزائر له طعم خاص لأنه يحمل اعتراف جيل كامل من السينمائيين الشباب، متنميا بأن يكون هذا التتويج دافعا له في مواصلة مغامراته السينمائية مستقبلا. وقد تقاسمت التونسية نجمة زغيدي والمغربي هشام الاذقي مشاعر الفرحة بتتويج مغاربي اعتباره فاتحة خير وأمل في انفتاح السينما المغاربية على تجارب بعضها البعض خاصة بين الأجيال الشابة. وفي السياق قال حسان كشاش رئيس لجنة تحكيم صنف الأفلام القصيرة بأن المنافسة كانت كبيرة بين الأعمال 17 المتنافسة ومستواها متقارب وقد عالجت مواضيع مختلفة بأساليب سينمائية مختلفة تعكس ثراء السينما المغاربية كما تبرز أيضا انفتاح السينما الشابة في المغرب العربي على أفاق واعدة مستقبلا. وفي فئة الأفلام الوثائقية التي عرفت تنافس عشرة أفلام عليها مثلّت كل من الجزائر والمغرب وتونس، فإنّ جائزة “الأمياس الذهبي” فقد عادت للمخرجة المغاربية دليلة الناظر عن فيلمها الموسوم ب”جدران ورجال”، بينما حصل الفيلم الجزائري الذي أخرجه علي بلود بعنوان “نوفمبر اللحظة الحاسمة” على جائزة الجمهور، وقال بالمناسبة بأنّ السينما الوثائقية هي مدرسة بيداغوجية تسمح لتقديم أعمال أخرى مميزة في المستقبل. ونوهت لجنة تحكيم الأعمال الوثائقية التي يترأسها المخرج الجزائري سعيد عولمي بفيلمي “الذاكرة السوداء- شهادات ضد النسيان”، للمخرج التونسي هشام بن عمار وفيلم سالم براهيمي تحت عنوان “عبد القادر”. وأوضح سعيد عولمي لدى قراءته توصيات اللجنة بأنّ الأعمال التي تنافست على الجائزة الكبرى في الوثائقيات كانت مضامينها متنوعة وأبرزت محتوى تاريخي وحضاري خاصة بالمنطقة المغاربية، كما أسهمت في ترقية التراث اللامادي المغاربي. وأضاف عولمي بأنّها تكون حافزا لإشراك المجتمع في الحفاظ على تراث وذاكرة المواطن المغاربي. تجدر الإشارة بأنّ فيلم “السطوح” لمرزاق علواش يجسد الفكرة المهيمنة وهي توزيع خمسة أحداث غير مترابطة في خمسة أحياء مثل الجزائر الوسطى وحي باب الواد وحي القصبة لكل منها قصة منفصلة تماما، إلى ذلك، فكرّ المخرج في أن تقع أحداث هذه القصص جميعا فوق خمسة أسطح “كل سطح في حي ومع قصة مختلفة”. الفكرة جيدة ستتيح النظر إلى ما تطالعنا به الحكايات من دون الاضطرار لمغادرة سطوح المنازل.. ستتيح النظر إلى المدينة من على السطح كما لو أن المسافة أطول بكثير مما هي في الواقع.. وجيدة لأنه منوال لم يقدم عليه أحد من قبل نعرفه. لكن ما يحول هذه الفكرة إلى حضيض خشن هو أن المخرج يطل من على السطوح إلى بؤس اجتماعي مؤلم رابطا إياه بالإسلام وعلى نحو يكشف تخلف النظرة وفرانكوفونيتها.