دعا المشاركون في الاجتماع السادس للهيئة العليا للذخيرة العربية المنعقد بالجزائر، إلى ضرورة إنشاء ”هيئة عليا للذخيرة العربية”، حيث ستكون هذه الهيئة مؤهلة من أجل نقل المعارف العلمية والثقافية في البلدان العربية، وكان اللقاء الذي جمع أمس أول بالعاصمة، الوزير الأول عبد المالك سلال، برئيس اتحاد المجامع اللغوية العربية ورئيس المجمع المصري للغة العربية حسن الشافعي وممثلين عن الوفود العربية المشاركة في أشغال الملتقى الذي تحتضن أشغاله الجزائر فرصة للتأكيد على أهمية هذا المشروع. وكان المشاركون في الاجتماع قد قدموا حالة تقييم لمسودة المشروع المتعلق ب”إنشاء الهيئة العليا للذخيرة العربية”، وهي الهيئة التي من شانها الاضطلاع بدور هام في نقل المعارف المتأتية من المنتوج العلمي والثقافي العربي، حيث قدم سلال تذكيرا بالمساهمة الجزائرية في الجهود الرامية إلى تجسيد هذا المشروع الهام عبر التسهيلات الممنوحة أكد على حرص وإرادة الجزائر في تشجيع كل ديناميكية من شأنها ترقية الثقافة واللغة العربية على الصعيد العالمي. وقد أكد مدير البرنامج الوطني للمحتوى الرقمي السعودي، منصور بن محمد الغامدي، من المملكة العربية السعودية، بالجهود الكبيرة التي تبذلها الجزائر من أجل تقدم مشروع الذخيرة العربية. وذكر الدكتور منصور بن محمد الغامدي، وهو أيضا المشرف على الإدارة العامة للتوعية العلمية والنشر في تصريح له على هامش انعقاد الاجتماع السادس للهيئة العليا للذخيرة العربية بإقامة الميثاق بالجهود الكبيرة التي تبذلها الجزائر من أجل تقدم مشروع الذخيرة العربية وتجسيده على أرض الواقع. وأكد أن ”موضوع الذخيرة العربية ليست مسؤولية دولة أو مؤسسة بل مسؤولية 22 دولة عربية التي فيها من العديد من المؤسسات التي يجب أن تدعم المحتوى العربي”. من جهته قال رئيس اتحاد المجامع اللغوية العربية، حسن الشافعي، أن مشروع المعجم التاريخي للمفردات لم يتقدم كثيرا ولايزال في بداية الطريق رغم أن فكرته أساسا تعود إلى الثلاثينات من القرن الماضي. وأوضح الدكتور حسن الشافعي، وهو أيضا رئيس المجمع المصري للغة العربية في تصريح له على هامش انعقاد الاجتماع السادس للهيئة العليا للذخيرة العربية، أن مشروع المعجم التاريخي للمفردات لم يتقدم كثيرا رغم أن فكرته تعود إلى الثلاثينات من القرن الماضي وحتى بعد تكوين اتحاد المجامع العربية في السبعينيات فهو مازال في بداية الطريق. وأضاف أنه حتى بعد تأسيس المجامع العربية في السبعينيات فلا يزال مشروع المعجم في بداية الطريق ومحدود. مضيفا أن آخر اجتماع له عقد منذ شهرين بالقاهرة تركز على عرض المنهج الذي سيتبع في تحقيق هذا المشروع، وأشار إلى أن المشروع بدأ بمرحلة الجمع، حيث تقوم منذ سنين المجامع اللغوية العربية الإحدى عشر في الخرطوم في ليبيا وتونس والمشرق العربي بجمع المعلومات المتعلقة بعصر واحد وهكذا إلى أن تكتمل كل العصور. بدوره كشف الدكتور عبد الرحمان الحاج صالح في كلمة له في افتتاح أشغال الاجتماع السادس للهيئة العليا للذخيرة العربية اليوم الثلاثاء بإقامة الميثاق أن ”الأنترنت الآن أصبح وسيلة اتصال عجيبة ووسيلة للتثقيف والتربية والتعليم لا يمكن في زمننا هذا الاستغناء عنها، غير أن 68 من المعلومات تقدم باللغة الانجليزية على حساب اللغات الأخرى”، داعيا الدول العربية إلى ”صنع المحتوى العربي الذي نحتاج إليه لمواكبة العصر”. ذكر الدكتور الحاج صالح أن مشروع الذخيرة العربية التي دعت إليه الجزائر يحتاج إلى أموال وجهود عربية مشتركة كبيرة لتحقيقه، غير أن المشروع ”تعطل لعدم فهم بعض الدول حقيقة المشروع وغايته رغم تبني الجامعة العربية للمشروع” كما يضيف. وبخصوص الخطوات التي قطعها المشروع ذكر رئيس الأكاديمية أن الجهود ”المضنية” للجزائر من أجل تحقيق المشروع قد ”كللت بالنجاح”، مضيفا أن الدول العربية ”بدأت تفهم بأن هناك قوقل في اللغة الانجليزية وليس ما يقابله في اللغة العربية”.