أشار محمد داهل، محافظ مهرجان الشعر الشعبي والأغنية البدوية، إلى أنّ هذا الحدث أضحى في مصاف المهرجانات الكبيرة، وذلك للنجاحات الباهرة التي حققها على جميع الأصعدة والمستويات، مشددا على ضرورة البحث عن النوعية والتركيز عليها بعد تحقيق الأهداف المرجوة في عدة طبعات كانت تهتم بالكم دون النوعية والمستوى. يأمل داهل، في تصريح ل”الفجر”، إلى ترقية الحدث إلى مهرجان مغاربي مستقبلا لإبراز التراث الجزائري ومحاولة الحفاظ على الموروث الثقافي غير المادي، مهرجان مغاربي يراه مدير الثقافة فرصة لجمع شعراء في هذا النوع من الفن من عديد الدول المغاربية والاحتكاك ونقل الخبرات بينهم لرقي بالقصيدة الشعرية الجزائرية، ليؤكد على هامش الفعاليات التي افتتحت بالدار الثقافة مولود قاسم نايت قاسم ”أنّ السلطات أخذت على عاتقها تطوير الشعر الشعبي والأغنية البدوية من خلال توفير له كل الإمكانيات المادية والمعنوية كإطلاق مسابقة وطنية لقصيدة الشعرية تتنافس عليها عدد من الولايات، حيث رصدت لها جوائز معتبرة للفائزين، وذلك كله لتشجيع الشعراء على العطاء للحفاظ على هذا الموروث الثقافي الهام. في السياق شهد اليومان الأولان من فعاليات الطبعة الحادي عشر للمهرجان الوطني للشعر الشعبي والأغنية البدوية بتيسمسيلت، التي نظمتها مديرية الثقافة، إقبالا كبيرا للجمهور على مسرح الهواء الطلق بالعاصمة الولاية، حيث استمتع محبو الفن الشعبي بما يقدمه أكثر من 90 شاعرا وشاعرة أتوا من 35 ولاية في ظل إطلاق مسابقة وطنية لقصيدة الشعرية تحمل شعار ”الوحدة الوطنية”. في السياق ذاته دعا عدد من المشاركين ومشرفين على المهرجان إلى ضرورة ترقية الشعر الشعبي والأغنية البدوية في الجزائر، وذلك من خلال الاهتمام بالمواهب الشعرية الجديدة باعتباره تراثا أصيلا ينبغي الحفاظ عليه وتقديمه كرسالة للأجيال، متخوفون في ذات السياق من تلاشيه إذا لم يتم تحيين كتابة الشعر الشعبي وتوثيقه للحفاظ عليه من الزوال وفتح مجال لجيل الجديد من الشباب لإبراز مواهبه، خاصة المرأة الونشريسية التي نافست نظراءها من الرجال في اقتحام عالم الإبداع الشعري. مرسي رشيد: نريد ربيعا أدبيا يجتاح القصيدة الشعرية على صعيد آخر، أكد عضو لجنة تحكيم المهرجان الوطني للشعر الشعبي، الدكتور مرسي رشيد، على بقاء الشعر يراوح مكانه كونه لايزال يحافظ على نفس أساليبه القديمة والتراكيب الجاهزة، ماعدا بعض المحاولات التي قادها الشبان الذين حاولوا كسر هذه القيود، مشيرا أن الشعر وجب عليه هو الآخر أن تمسه رياح التغيير وأن يجتاحه الربيع الأدبي، مستاء من بقاء عدد من الأدباء والشعراء متشبثين بما هو قديم دون التفكير في تطوير أعمالهم الأدبية، خصوصا ما تعلق منه بالشعر الشعبي.