أفاد بيان رسمي عن الحكومة العراقية، بثّته القناة الوطنية العراقية أمسية الثلاثاء، أنّ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أقال ضباطا كبارا في الجيش العراقي من مناصبهم وأحال أحدهم على المحكمة العسكرية. وتضمّن البيان ان المالكي وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة ”مر بإعفاء الفريق الرّكن مهدي الغراوي، قائد عمليات نينوى، ونائبه اللواء الركن عبد الرحمن مهدي، ورئيس أركانه العميد الركن حسن عبد الرزاق من مناصبهم ”واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم”. كما أمر رئيس الوزراء العراقي بإعفاء ”العميد الركن هدايت عبد الرحيم عبد الكريم عبد الرحمن قائد فرقة المشاة الثالثة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه وإحالته الى المحكمة العسكرية لمحاكمته غيابيا وذلك لهروبه من ساحة المعركة الى جهة مجهول” وطلب ان تتولى قيادة القوات البرية وبالتنسيق مع رئاسة أركان الجيش ”تشكيل مجالس تحقيق بحق الضباط والمراتب الذين هربوا من ساحة المعركة من دون الالتحاق بالمراكز التي حدّدتها السلطات لهم للعودة إليها. كما أمر بان تتولّى قيادة القوات البرية ”تشكيل مجالس تحقيق بحق الضباط الذين تركوا مواقعهم ضمن مقاطعات مسؤولياتهم وانسحبوا الى آماكن أخرى بدون تلقي أوامر من قياداتهم. وكان المالكي، صرّح في وقت سابق بأنّ القوات العراقية استعادت المبادرة وبدأت بالزحف ضد تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام ”داعش”. وأضاف المالكي في كلمة ألقاها، وسط حشد من المتطوعين في قضاء المحمودية جنوبي بغداد، إن ”سياسيين فاشلين في الداخل وقفوا مع داعش فضلا عن بعض الدول”. وأشار رئيس الوزراء العراقي الذي يحكم البلاد منذ عام 2006 ويسعى للبقاء على رأس الحكومة لولاية ثالثة إلى أنه سيقوم في وقت لاحق بإعفاء ضباط آخرين من مناصبهم. وجاءت قرارات المالكي بعد أسبوع من سقوط محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد) إلى جانب مناطق أخرى من شمال البلاد بينها مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) عاصمة محافظة صلاح الدين في أيدي مسلحين ينتمون الى تنظيم ”الدولة الإسلامية في العراق والشام المعترف بتسميته باسم ”داعش” وتنظيمات أخرى.وسقطت غالبية هذه المناطق وبينها الموصل بعدما غادرتها القوات الحكومية بشكل مفاجئ فور دخول المسلحين إليها، حيث هرب الجنود وعناصر الشرطة بعدما القوا بملابسهم العسكرية والأمنية على الأرض وارتدوا ملابس مدنية، تاركين خلفهم عتادا واليات وأسلحة. ووصف المالكي في بيانه ما حدث في الموصل خصوصا بالنكسة، متوعدا باستعادة هذه المناطق من أيدي هؤلاء المسلحين.