هددت أمس، تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي بتحدي السلطات وعقد ندوات موضوعاتية دون ترخيص قانوني في حال تواصل التعنت، وذلك استكمالا لمشروعها السياسي الذي يدخل في سياق تحقيق التحول الديمقراطي المنشود، في الوقت الذي كشفت عن سحب أرضية الانتقال وإثرائها قبل أن يتم إرسالها إلى رئاسة الجمهورية. كشفت تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي عن سحب لوثيقة مشروع الانتقال الديمقراطي التي تم التوافق عليها في ندوة مزفران يوم 10 جوان الفارط، ليتم بعدها تقديمها إلى جميع المشاركين بهدف إعادة إثرائها، مع تقديم نسخة إلى رئاسة الجمهورية. وأوضخ سفيان صخري، الناطق الرسمي لحزب جيل جديد في اتصال مع ”الفجر”، أن وثيقة التحول الديمقراطي ستقدم بناء على التعديلات التي أدخلت عليها بشكل يعبر عن رؤية المعارضة لمشروع الانتقال الديمقراطي. وبخصوص موقف أحمد أويحيى، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، وكذا الوزير الأول عبد المالك السلال، حول الخروج إلى الشارع للاحتجاج، أكد صخري الذي يعد حزبه أحد أقطاب التنسيقية أن ”المبدأ الذي ننطلق منه لا يتعلق بحل ترقيعي في إطار تعديل الدستور الذي تسوقه السلطة عبر الزمرة المحيطة برئيس الجمهورية، فنحن قدنا تصور حول بنود الانتقال على المدى المتوسط”، مضيفا أنه ”نحن حين نظمنا وقفات احتجاجية كشكل من أشكال الديمقراطية وليس لضرب الاستقرار، ونقول لازلتم تفكرون بمنطق الستينيات، ولا بد التخلص من هذا الفكر”، وأشار إلى أن السلطة تعيش مرحلة تذبذب لا تستطيع التحكم في عدة ملفات الوطنية وأخرى على الصعيد الدولي. وتركت التنسيقية ثلاثة خيارات أمام السلطات في قادم الأيام، لمواصلة مشوراها السياسي بشأن عقد الندوات الموضوعاتية، حيث سيتم الاتفاق في اجتماع لاحق يضم أعضاء التنسيقية، لتحديد هذه الغاية، وهي ”إما بعقد الندوات داخل مقرات الأحزاب، أو التقدم بطلب لترخيص، أو تنظيم ندوات بدون ترخيص”. وأوضح صخري أنه ”لا يمكن بناء دولة القانون والسلطة تدوس على القانون”، وقال إنه ”مستقبلا إذا كان هناك رفض آخر في إطار غير دستوري، سنلجأ إلى عقد الندوات الموضوعاتية بدون ترخيص”. وعلى الصعيد الخارجي، كشفت المصدر عن تحضير التنسيقية لاتصالات مع السفراء، للتقدم إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، والالتقاء بهم لمناقشة ملف غزة، ”بعد أن لاحظوا أن السياسة الخارجية في غير المستوى، وحتى تبين للمجتمع الدولي أن هناك طبقة سياسية في الجزائر، حيث تحركت وفود من حزبي النهضة وجيل جديد خلال الأيام الماضية، إلى السفير الفلسطيني، تمت مناقشة ما يمكن تقديمه لأهالي غزة المحاصرين تحت القصف الإسرائيلي. وعلى مستوى حزب جيل جديد، انطلقت أمس، أشغال المجلس السياسي التي تمحورت حول الوضع في غرداية، وفشل السلطة في التحكم في الأوضاع هناك، إلى جانب ضعف الموقف الجزائري في قضية الطائرة المنكوبة في مالي، لتعقبها ندوة صحفية بعد غد، لتقديم توصيات حول ما خلص إليه المكتب السياسي.