تنظم كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة غرداية، بالتنسيق مع مخبر الجنوب الجزائري للبحث في التاريخ والحضارة الإسلامية، وفي إطار الاحتفالات المخلّدة للذكرى الستين لاندلاع ثورة أول نوفمبر التحريرية المجيدة، الملتقى الوطني الثاني والموسوم ب”السياسية الفرنسية في الصحراء الجزائرية وردود الفعل الوطنية” بقاعة المحاضرات الكبرى لجامعة غرداية، وذلك يومي 2، 3 نوفمبر القادم. ويأتي هذا الملتقى في إطار الاحتفاء بالذكرى ال60 لاندلاع ثورة أول نوفمبر التحريرية المجيدة، حيث لا تزال صور بطش الاستعمار الفرنسي محفورة في ذاكرة الشعب وعلى تراب الوطن، الذي روى من دماء الشهداء، وفي هذه الذكرى أيضا صور تقشعر لها الأبدان لشهداء المقاومة الشعبية في الجنوب الجزائري الذين سقطوا في معارك تاريخية كبرى قبل قرن من الزمن، ويُعد موضوع السياسة الاستعمارية الفرنسية في الصحراء الجزائرية وردود الفعل الوطنية 1845-1962م، من المواضيع الهامة والجديرة بالبحث والدراسة،وقد شكّل موضوع الصحراء الشُغل الشّاغِل لفرنسا الاستعمارية، وذلك ابتداءً من 1852م وحتى إلى غاية سنة 1881م. وسيحاول المشاركون في الملتقى الإجابة على التساؤلات حول أبرز المعالم الإستراتيجية السياسة الاستعمارية التي طبقتها فرنسا في الجنوب الجزائري وإلى ماذا كانت تهدف تحديدا، فيما تمثلت مواقف سكان الجنوب الجزائري من مشروع فصل الصحراء عن شمال البلاد، وما هي أبرز انعكاسات سياسة التوسع العسكري الفرنسي في الصحراء الجزائرية (الجنوب الجزائري)، وكيف تعاملت السلطة الاستعمارية الفرنسية مع النشاط الثوري في الجنوب الجزائري، وانطلاقا من أهمية الموضوع، يهيب المنظمون للملتقى بكل الأساتذة الباحثين المتخصصين من مختلف جامعات الوطن، أن يساهموا بمداخلاتهم لإثراء فعاليات الملتقى، المساهمة في كتابة التاريخ الوطني الجزائري بنظرة وطنية؛ وفق أسس علمية من خلال المصادر التاريخية المتنوعة، محاولة نبش في الذاكرة المحلية والوطنية للمساهمة في كتابة تاريخنا المحلي والوطني، التحسيس بأهمية المحافظة على الميراث التاريخي لمنطقة الجنوب الجزائري (الصحراء الجزائرية) خلال الحقبة الاستعمارية، محاولة إثراء المكتبة الوطنية الجزائرية بكتابات أو دراسات متخصصة حول تاريخ الجنوب الجزائري، إتاحة الفرصة للباحثين لتبادل الأفكار ووجهات النظر المختلفة حول التعامل مع أبحاث المدرسة الاستعمارية الفرنسية ورواد المدرسة الوطنية الجزائرية ذات الصلة بتاريخ الصحراء الجزائرية، وكذا خلق فضاء علمي للتواصل بين الباحثين المهتمين بشؤون الدراسات التاريخية المتعلقة بتاريخ الاستعمار والتحرر في الصحراء الجزائرية وما أقيم حولها من دراسات. وترتكز محاور الملتقى حول تسليط الضوء على الاحتلال الفرنسي للصحراء الجزائرية 1837-1900م واستمرار المقاومة الشعبية (الجهاد الشعبي) قراءة تاريخية في الأسباب والدوافع والنتائج، أما المحور الثاني فسيكون حول سياسة فرنسا للتوغل في الجنوب الغربي الجزائري، بينما ستكون المواضيع المتعلقة ب”سياسة فرنسا للتوغل في الجنوب الشرقي الجزائري”، ”فصل الصحراء في السياسة الاستعمارية الفرنسية وردود الفعل الوطنية”، و”نتائج سياسة التوسع العسكري الفرنسي في الصحراء الجزائرية”، أهم الإشكاليات التي سيجيب عنها باحثون مختصون في التاريخ ممن سيشاركون في اللقاء الذي يشرف عليه مدير الجامعة البروفيسور محمد الطاهر حليلات.