قال الدكتور جمال يحياوي إن " المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954" الذي يرأسه غيرمن طبيعة نشاطه في الآونة الأخيرة بتوجيه من وزارة المجاهدين حيث أصبح اهتمام المركز منصبا على " البحث المعمق" من خلال تنظيمه للملتقيات المتخصصة واهتمامه بتوفير الفضاء المناسب لكل الباحثين في مجال الثورة والحركة الوطنية. تحدث الدكتور يحياوي الذي نزل أمس ضيفا على حصة حصاد ثقافية عن دور" المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954" والمتمثل في كتابة التاريخ الوطني وتثمين جهود الدولة في هذا المجال من خلال القيام ببحوث ودراسات عن السياسة الاستعمارية في شقيها السياسي والعسكري والحركة الوطنية ومرحلة الثورة التحريرية والإستراتيجيات الفرنسية للقضاء عليها وأشار يحياوي في هذا الصدد إلى أن المركز أصدر 150 عنوانا من ضمنها 40 كتابا مترجما من الفرنسية بالإضافة إلى 30 خلاصة لمشروع ومجلة متخصصة تحمل عنوان " المصادر" ، وكشف المتحدث عن انجاز المركز ل 22 مجلدا يضم أعمال المؤرخ الكبير بلقاسم سعد الله واعتبر يحياوي أن الوظيفة الأساسية للمركز هي المساهمة في الحفاظ على الذاكرة الوطنية ولهذا الغرض نظم المركز ملتقيات وأيام دراسية متخصصة والتي تناولت عدة مواضيع منها: دور المرأة في الثورة واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا،وأشار يحياوي إلى الملتقى الذي نظمه المركز منذ سنتين حول تجارب فرنسا النووية بالجزائر والذي شهد مشاركة باحثين من القارات الخمس . وأكد جمال يحياوي على الدور البارز الذي يلعبه الإعلام فيما يخص المساهمة في الكتابة التاريخية وأضاف قائلا:"أصبحنا نرى أعمالا تاريخية كبرى ينجزها رجال الإعلام إلى جانب أساتذة من مختلف الجامعات الجزائرية". واعتبر يحياوي أن " مهمة المؤرخ ليست سهلة كونه مطالب بنقل الحقائق كما هي دون تحوير أو مبالغة خاصة في ظل غياب الوثائق وإصرار المستعمر على تبييض صورته للرأي العام والتعتيم على المجازر التي ارتكبها في حق الجزائريين وأكد يحياوي أن "المركز لديه علاقات متميزة مع جيراننا المغاربة وفي مقدمتهم تونس التي يوجد بها مركز مشابه لمركزنا والمسمى بالمعهد الأعلى للحركة الوطنية"، و أشار إلى أن هناك تنسيق بين المركزين وتبادل لزيارات الأساتذة الباحثين وتبادل للإصدارات .