يشهد أسبوع الصناعة التقليدية لحرفي ولاية اليزي بمتحف كتامة بعاصمة الكورنيش جيجل الذي انطلق مع بداية الأسبوع توافدا كبيرا للزوار سواء من أبناء كتامة أومن المصطافين الذين تعج بهم جيجل من كل ولايات القطر. كانت الفرصة لاكتشاف عادات وتقاليد التوارق من أبناء اهرير وتين كان الشهيرتين باليزي، حيث امتزجت الأغاني الترقية الأصيلة بالأندلسي الجيجلي والشعبي لتخلق صورة جمالية قمة في الصوت والسماع، وشارك في هاته التظاهرة التي تنظمها غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية جيجل 57 حرفيا وحرفية من عين أمناس وجانت وإليزي عاصمة الولاية، حيث قدمت الحرفية المعروفة على مستوى الوطن السيدة مفتاحي سيمة أحسن ما أبدعت أناملها في صناعة الجلود والحرفية دحماني كني التي أبدعت في نماذج السلالة المنتجة بسعف النخل وعرجونها مما يعطيها صلابة وديمومة في الاستغلال، نفس الشيء يقال عن عمرانة عائشة وكذا الحرفي الأزاوي عبد الله والياس رحمة ودحماد كما تألق في الحلي التقليدية أولاد مني إبراهيم. أما الحرفي بكاش لحسن من مدينة إليزي فقد أشار ل”الفجر” بأن تسمية إليزي يعود إلى كلمة قديمة تسمى ”تيزيليت” وهي عبارة عن شجرة للظل لا تنفع ولا تضر خضراء اللون تنتشر بشكل كبير بالمنطقة وقد تغير الاسم إلى إليزي نظرا لاختلاف النطق من فرد لأخر أما جانت وهي إحدى الدوائر الكبرى لولاية إليزي فتسمى بهذا الاسم نسبة إلى أسطورة تقول بأن الملكة التي كانت تحكم أنداك ضاعت لها جمالها فلما وجدوها قالوا لها بأنها جانت ومعناها الجمال تركن للراحة بمنطقة قريبة لتأخذ هذا الاسم. وتشتهر إليزي بالإقبال الكبير للسياح الأجانب سيما إلى منطقة أو وادي أهرير الذي صنف كمنطقة رطبة ذات أهمية عالمية ضمن قائمة الاتفاقية العالمية الخاصة بالمناطق الرطبة في شهر فيفري 2001 لكونها تضم مجموعة من البرك المائية وبها أنواع عديدة من الأسماك والطيور وقد زارها العديد من ملوك ورؤساء العالم وكذا المواقع الأثرية بمنطقة تين كان شرق إليزي حيث وجدت بها أدوات مصنوعة من الحصى يفوق عمرها المليوني سنة أي قبل الأهرامات المصرية وموقع وادي جارات الذي يضم أكثر من 5000 نقش صخري ترجع أغلبها إلى العصر الحجري. وتتميز إليزي بالغنى وهي متوارثة بين الأجيال وصناعة الجلود والحلي التقليدية والأسلحة التقليدية والنسيج التقليدي واللباس والخشب والسلالة والحلفاء والآلات الموسيقية وصناعة الفخار. واستفاد حرفيو أقصى الجنوب من رحلات سياحية استكشافية للمعالم السياحية بجيجل إضافة إلى الاستمتاع بمياه شواطئي الكورنيش العذبة لتبقى ذكريات راسخة بين ابناي الكورنيش وأبناء الملك الأزرق.