يسجل بولاية جيجل في السنوات الأخيرة إقبال على حرفة الصناعات الجلدية مما جعل الحرفيين في هذا النشاط في "تزايد مستمر" حسب ما علم خلال فعاليات الصالون الوطني للمنتجات الجلدية. وذكر مديرغرفة الصناعة التقليدية و الحرف بالولاية ل (وأج) خلال افتتاح هذا الصالون أمس الأربعاء بمتحف "كتامة" أن عدد الحرفيين في هذا المجال قد قفز من 91 حرفيا في 2009 إلى 180 حرفيا في 2012. و أفاد ذات المسؤول أن "نظام الإنتاج" المحلي الذي تم وضعه سمح ب"إعادة بعث هذا النشاط" خاصة ببلدية سيدي عبد العزيز الساحلية (شرق جيجل) حيث تحتل الصناعة الجلدية جزءا هاما ضمن نشاط السكان المحليين و خاصة في أوساط الشباب. كما أن التدابير و الإجراءات المحفزة على الاستثمار في هذا النشاط الحرفي التي بادرت إليها الوزارة الوصية تعد أيضا من بين العوامل الإيجابية الأخرى التي ساعدت على "إعادة بعث و إحياء" وترقية و تنمية وتطوير هذا النوع من الصناعة التقليدية. ويضاف إلى ذلك الأجهزة التي وضعتها الدولة على غرار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أنساج" و الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر "أنجام" و كذا الوكالة الوطنية للتأمين على البطالة "كناك" مما سمح ببروز نشاط الصناعات الجلدية-كما أشار إلى ذلك شباب من بلدية سيدي عبد العزيز مشاركون في هذه الطبعة الرابعة للصالون الوطني للمنتجات الجلدية الذي سيتواصل على غاية 17 جويلية. و استنادا للمنسقة المحلية للوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر فإن هذا الجهاز يحصي أربعين حرفيا ينشطون في مجال الصناعات الجلدية و الذين استفادوا من مساعدات مالية لترقية نشاطهم. كما هناك مصنعان لدباغة الجلود بالمنطقة أحدهما عمومي بجيجل و الآخر تابع للقطاع الخاص بالميلية و اللذان نجحا في تصدير منتجاتهما في أسواق عديد البلدان في أوروبا و آسيا و الأمريكيتين الشمالية و اللاتينية. ووقد أصبح هذا الصالون السنوي -حسب مسؤولين محليين بقطاع السياحة و الصناعة التقليدية-يمثل "إطار ملائما و جد مناسب" للتعريف بقدرات إنتاج هذه المادة النبيلة و التي تلقى إقبالا رغم غزو منتجات محسوبة على الجلد لكنها اصطناعية تستورد من وراء البحر. و تتميز الطبعة الرابعة من هذا الصالون بمشاركة 80 حرفيا قدموا من 20 ولاية فيما شهدت طبعة 2011 ما عدده 65 حرفيا من 15 ولاية. ويفتح هذا الصالون الذي يتزامن والعطلة الصيفية أمام الجمهور من الساعة ال8 والنصف صباحا إلى ال11 ليلا لتمكين الزوار من الوقوف عن كثب على ثراء هذا التراث الوطني و من اقتناء منتجات جلدية وأشياء للذكرى. و يكتشف الزائر لهذه التظاهرة أحذية ذات جودة عالية للرجال و النساء و الأطفال و حقائب و أحزمة و معاطف جلدية و كذا سروج الأحصنة و غيرها من المنتجات المصنوعة من هذه المادة الطبيعية. و قد عبر بالمناسبة أحد المشاركين الأوفياء في هذا الصالون بلعيد حفيف القادم من وهران عن "سعادته" لحضور هذه الفعالية التي تسمح له بالإضافة إلى عرض منتجاته بتبادل الآراء و التجارب المتعلقة بالصناعة الجلدية التقليدية. و حسب هذا الحرفي المتخصص في صناعة الأحذية الجلدية من نوع "بابوش" منذ 1968 وله محل بحي البدر يعمل به رفقة ابنيه الاثنين فإن كانت المادة الأولية "متوفرة" فان اليد العاملة في هذا النوع من الصناعة التقليدية "تكاد تكون منعدمة". ومن جهته أبدى الطاهر بورويس من سيدي عبد العزيز المتخصص في إنتاج الأحزمة الجلدية تمره تجاه استيراد هذا النوع من المنتجات معتبرا ذلك "أمرا مضرا بالصناعة التقليدية الوطنية". أما الزاوي محمود القادم من إليزي فقد قطع آلاف الكيلومترات قبل أن يصل إلى جيجل ليعرض منتجاته الجلدية المتقنة و المعبرة عن أصالة منطقة الطاسيلي ناجر.