المحلل السياسي بن خليف: "حرب الاستنزاف على طريقة المقاومة الجزائرية أفضل حل لو فشلت المفاوضات" منظمتا "أمنيستي" و"هيومن رايتس ووتش" تتهمان إسرائيل بعرقلة التحقيق في جرائم الحرب بقطاع غزة تم الاتفاق، مساء الإثنين، على تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لمدة 24 ساعة إضافية، بمبادرة مصرية لاقت قبول الطرفين، في ظل عدم إحراز أي تقدم في مسار المفاوضات، حيث نوه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن كل ما نشر عبر الفضائيات غير صحيح، فلم يحصل تقدم في أي نقطة بمفاوضات التهدئة. وأشارت مصادر إعلامية أنه تم تأجيل عدد من القضايا الخلافية، منها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وإنشاء الميناء، وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، وإعادة جثتي جنديين إسرائيليين، على أن تتم مناقشاتها في وقت لاحق خلال شهر. وذكرت المصادر ذاتها أنه تم التوقيع على الاتفاق بالأحرف الأولى، بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية مصرية، بعد 15 يوماً من المفاوضات، وأكثر من 100 ساعة تفاوضية، غير أن مسؤولا من الحكومة الإسرائيلية قال، في وقت متأخر من مساء الإثنين، إنه لم يتم حتى اللحظة التوصل إلى اتفاق بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني في القاهرة، على عكس ما يتردد في وسائل الإعلام الإسرائيلية والفلسطينية. وقبل انتهاء ”الهدنة المؤقتة”، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن قوات جيش الدفاع تستعد لكل السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك شن عملية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، إذا تجدد إطلاق النار. وقال نتنياهو، خلال جلسة عقدها في إحدى القواعد التابعة لسلاح البحرية بميناء ”أشدود”، مع وزير الدفاع، موشيه يعلون، لتقييم الأوضاع مع قرب انتهاء وقف إطلاق النار الحالي، أنه أصدر تعليماته إلى الوفد الإسرائيلي المفاوض في القاهرة، ب”عدم التنازل عن المطالب الأمنية الإسرائيلية”، إلا أنه استطرد بقوله: ”إن القوة وحدها لا تكفي في الشرق الأوسط، والمطلوب من مواطني الدولة هو إبداء الصبر والصمود”. من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن ”عملية الجرف الصامد لم تنته بعد”، مشدداً في الوقت نفسه على أنه ”لا يمكن لحماس أن تجرنا إلى حرب استنزاف، وإذا حاولت فعل ذلك، سنرد لها الصاع صاعين”، على حد تعبيره. الاحتلال يواصل التلاعب والمراوغة في المفاوضات كشف عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ”حماس”، عضو الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة، أن الاحتلال الإسرائيلي عاد لفتح بنود تم الاتفاق عليها في اتفاق وقف إطلاق النار ووضع تحفظات جديدة عليها، وأضاف أن المفاوضات كانت على وشك الانهيار قبل التدخل المصري وطلب مدة 24 ساعة إضافية للتوصل إلى اتفاق، وأضاف عزت الرشق أن هناك صعوبات كبيرة واجهت المفاوضات بسبب تعنت الاحتلال، منوها أنه لم يتم إنجاز أي بند من بنود الاتفاق حتى اللحظة وكل الخيارات مفتوحة، وأضاف قائلا في سياق متصل: ”ليس هناك بند واحد انتهينا منه، وحتى البنود التي انتهينا منها عاد الاحتلال وفتحها من جديد، ووضع عليها تحفظات تفرغها من مضمونها”. وأضاف الرشق في السياق ذاته أن هناك حملة تضليل كبيرة جدا يقف خلفها الاحتلال وبعض الجهات والأشخاص الذين لا يتسمون بالمسؤولية حول نشر بنود الاتفاق، منوها أن كل تسريب تحدث عن حدوث اتفاق لا أساس له من الصحة، مؤكدا أن الاحتلال كل يوم يأتي بشروط جديدة في القضايا التي تم الانتهاء منها، قائلا: ”ليس هناك بند واحد نستطيع أن نقول أننا أنجزناه، وكل بند يحاول أن يضع جملة فيه تفرغه من مضمونه”. المحلل السياسي عبد الله بن خليف: ”المقاومة حققت أهدافا غير مسبوقة، وحرب الاستنزاف الحل الأمثل في حال فشل المفاوضات” أكد المحلل السياسي الجزائري، الدكتور عبد الله بن خليف، خلال حوار له عبر الإذاعة الدولية، على انتصار فعلي للمقاومة الفلسطينية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث نوه أنه بالرغم من كل الدمار الذي لحق بالبنية التحتية بالقطاع المحاصر، وبالرغم من الحصيلة الثقيلة من أرواح المدنيين العزل التي أزهقت على يد بني صهيون، إلا أن عناصر المقاومة، حسب ذات المتحدث، قد تمكنت من تحقيق ما أسماه ”نظرية توازن الرعب”، مشيرا إلى أن إسرائيل عرفت هذه المرة الطبيعة القاسية والصلبة لخصمها، ما يجعلها لا ترتاح مستقبلا بوجود خطر بكل ما تحمل الكلمة من معنى يتربص بها. وأضاف الدكتور بن خليف أن المقاومة الفلسطينية قد تمكنت هذه المرة من تحقيق أهداف، أسماها بالعظيمة التي لم تحققها من قبل خلال كل المواجهات التي خاضتها مع العدو الإسرائيلي، فمن الناحية العسكرية يشير المتحدث ذاته أن المقاومة تمكنت من ضرب العمق الإسرائيلي المتمثل في تل أبيب، كما استطاعت الوقوف في وجه إسرائيل من خلال استخدام تقنيات جديدة، أهمها إرسال طائرات بدون طيار، إضافة إلى تمكنها في مرات عديدة استهداف مواقع حساسة في إسرائيل دون أن تتمكن القبة الحديدية من التصدي لها، ومن الجانب السياسي يقول عبد الله بن خليف أن المقاومة استطاعت إرباك إسرائيل وتخييب أملها، حيث تمكنت من الحفاظ على الوحدة بين الفصائل الفلسطينية، التي التقت تحت لواء حكومة التوافق الوطني، ما حطم آمال الصهاينة في تفكيك رأي الفلسطينيين وتقسيمهم لأحزاب وفصائل متناحرة، ما اعتبره ذات المتحدث انتصارا واضحا. وذكر في سياق متصل حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدها الاقتصاد الإسرائيلي من ناحية تمويل الحملة العسكرية المكلفة، أو من الجانب السياحي، الذي عرف تراجعا واضحا أثر على حجم المداخيل. وعن الحل الأنسب الذي ينبغي على المقاومة الفلسطينية انتهاجه لتحقيق أهدافها في تحقيق الأمن والسلام للمواطنين الفلسطينيين، اقترح الدكتور عبد الله خوض حرب استنزاف طويلة في حالة فشل المفاوضات، ما سيمكن المقاومة من إضعاف إسرائيل على طريقة المقاومة الجزائرية. 100 مؤسسة ومنظمة دولية تعلن تأييدها للمطالب الفلسطينية أعلنت مائة مؤسسة ومنظمة دولية تأييدها للمطالب الفلسطينية الخاصة بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي، مؤكدة أنها حقوق أساسية لا تقبل التفاوض، وأكدت هذه المؤسسات في بيان مشترك لها أنه على سلطات الاحتلال التعهد بفك الحصار البري والبحري عن قطاع غزة بشكل كامل، بما يضمن فتح جميع المعابر وتشغيل ميناء غزة، إضافة لحرية الصيد والملاحة حتى 12 ميلا بحريا، إضافة إلى ضمان حرية الحركة بالمناطق الحدودية لقطاع غزة، وعدم وجود منطقة عازلة، والمباشرة في تنفيذ برنامج لإعادة الإعمار. وشدد البيان على أن مطالب الشعب الفلسطيني ”واضحة وصريحة” وتلقى تفهما وتأييدا متزايدا في كل مكان، كما تتبناها اليوم جماهير تتظاهر بالملايين في أوروبا وحول العالم ضد الاحتلال الإسرائيلي. ومن جهتها، اعترفت منظمتا العفو الدولية (أمنيستي) وهيومن رايتس ووتش أن السلطات الإسرائيلية تعرقل مساعيهما لجمع أدلة على احتمال وقوع جرائم حرب في قطاع غزة، حيث لم يحصل موظفو المنظمتين الحقوقيتين على تصاريح لدخول غزة رغم الضغط على إسرائيل ومصر منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على القطاع. وقالت ديبوراه هيامز، المسؤولة في أمنيستي، أن منظمتها و”ووتش” تبذلان قصارى جهدهما لتوثيق ما جرى على الأرض في غزة، مشيرة إلى أن منظمة العفو تتوفر على موظف واحد بالقطاع.