استطاع المطرب العراقي الكبير كاظم الساهر أن يجمع الجزائريين من كل حد وصوب لحضور حفله الغنائي الذي أقامه بمسرح الهواء الطلق “الكازيف بالعاصمة”، سهرة الأربعاء الفارط بحضور وزيرة الثقافة نادية لعبيدي ووجوه سياسية وجمهور غفير. كاظم حضر إلي المسرح وقدم التحية لأكثر من خمسة عشر ألفا حضروا للاستماع إليه، حيث قدّم أشهر أغانيه القديمة والجديدة منوعة بين العاطفية والحماسية على غرار قصيدة “أنا وليلي” التي أهداها للجمهور الجزائري، كما غنّى قيصر الطرب العربي قصيدة الراحل نزار قباني “أشهد أنّ امرأة”، والتي صنع بها الحماس في المدرجات، حيث رددها الحضور وتفاعل معها بالرقص، إبداع كاظم لم يتوقف عند هذا الحدّ بل تمكن من إلهاب الركح حينما أدى روائعه “زيديني عشقا”، “ تذكر كلّما صليت”، “ها حبيبي”، وغيرها، متنقلا بين الغرام والهيام إلى أوجاع الوطن العربي وبلاده العراق التي تعاني التنقل والخراب من طرف المنظمات الإرهابية وقال في إحدى أغانيه “ وطني جريح تحت قضبان الحصار إلى متى هذا الدمار” تعبيرا عن حزنه وألمه لما يحدث. ليعود بعدها إلى الحب عبر أغنيته” خليكي على راسي”، لعيد أيضا بطلب من الجمهور موال مرفوق بصوت الدبكة أو “التبوشي”، شهد تفاعلا مميزا من طرف الحضور الجزائري وممثلي السفارة الفلسطينية بالجزائر. وقد صرّح الفنان كاظم الساهر في ندوة صحفية قبل الحفل بأنّ الوضع العربي مؤسف جدا، وتبكي له العين، سيما المأساة التي تعيشها غزّة أمام صمت الحكام العرب. وأشار بأنّه يجب الوقوف مع شعب غزّة الجريح من خلال الدعم المادي والمعنوي وهو ما بادرت به الجزائر من خلال تخصيص مداخيل مهرجاناتها إلى سكان غزّة. كما حيّا كاظم في السياق الجمهور والشعب الجزائري الذي سماه بالصديق والأخ.