يتنافس المقبلون على الزواج بقسنطينة من خلال مواكب زفافهم على سيارة من نوع بيجو 201 لسنة 1929 أو “جوهرة” ميكانيكية تدعى دو ديون بوتون لسنة 1926 أو سيمكا فيديت شامبور لسنة 1958 ويجعلون مراسم عرسهم حالمة ويوم ارتباطهم لحظة فريدة من نوعها وساحرة أيضا. وخطفت هذه المركبات الرائعة التي تعود ملكيتها لشخص من هواة جمع السيارات الكلاسيكية القديمة الأضواء، والتي من أجمل سيارات آخر طراز وصنعت خلال هذا الصيف على طرقات مدينة الصخر العتيق مواكب شكلت مصدر جاذبية حقيقية بالنسبة للفضوليين وللأشخاص الذين يحنون للماضي. وبمستودع يتواجد بالمكان المسمى “مفترق الطرق الأربعة” بالطريق المؤدي إلى المدينة الجديدة علي منجلي تصطف سيارات قديمة و جميلة ذات مقاعد مصنوعة من الجلد أو من القماش ترمز لحقبة زمنية مميزة أو علامة تجارية أسطورية في صنع السيارات. وبين اتصالين هاتفيين مع زبائن محتملين لأخذ موعد وزيارة المكان، أكد ل”وأج” السيد جمال تريعي المكلف بتأجير هذا النوع من السيارات على الإقبال الذي تشهده هذه التحف الميكانيكية في مواكب الزفاف، حيث يقول “في شهر أوت الجاري وجدنا صعوبة في تلبية جميع الطلبات”. وتعرض للتأجير بهذا المستودع 15 سيارة فرنسية وإيطالية أو أمريكية صنعت في الفترة الممتدة بين 1926 و 1958 تشبه سيارات نجوم التمثيل في تنويعها وتختصر الزمن والمراحل التي مرت بها صناعة السيارات، إلا أن سيارة سيتروان تراكسيون 11 لسنة 1952 تبقى “نجما دون منازع” ضمن هذه التشكيلة من السيارات القديمة الاستثنائية فمن أصل 10 طلبات يختار 6 أزواج سيارة تراكسيون 11”، فيما أن سيمكا فيديت شامبور تأتي في المرتبة الثانية بعدها. وفيما يتعلق بتأجير سيارة واحدة يؤكد المكلف بتأجير هذا النوع من السيارات، بأن السعر “غالبا ما يكون رمزيا” ويوضح بأنه يتعين أن تؤجر السيارات إجباريا مع سائقها وغالبا ما يكون هذا السائق أحد أبناء صاحب هذه السيارات، مفسرا الأمر بأن هذه المركبات ذات خصوصية وتحتاج إلى تحكم مؤكد وبراعة في القيادة. وسيلة نقل استثنائية في يوم استثنائي التقت “وأج” في المستودع الذي تصطف به السيارات الكلاسيكية القديمة المعروضة بفارس وهو شاب مقبل على الزواج استهوته فكرة استئجار سيارة قديمة في موكب زفاف الذي قال “أرغب في مفاجأة عائلتي وضيوفي من خلال تأجير جوهرة ميكانيكية‘'. ومثله مثل غالبية المقبلين على الزواج وقع اختيار فارس على سيارة سيتروان تراكسيون 11 لضمان تنقل أنيق إلى المكان الذي يتم فيه الاحتفال بمراسم زفافه. فبقسنطينة وتحت حرارة أشعة شمس منتصف شهر أوت الجاري تصنع سيارات من حقبة زمنية قديمة أجواء خاصة خلال مرورها عبر شوارع سيرتا العتيقة وتجوب هذه السيارات تحت أعين المارة والمعجبين شوارع وسط المدينة لتتوقف عند الساحة الصغيرة المحاذية لجسر سيدي مسيد الأسطوري لتخليد لحظات هذه الفرحة. ومن خلال عدسات مصورين مهنيين وهواتف محمولة يتم التقاط صور هي عبارة عن كليشيهات أسطورية.