في الوقت الذي يهوى كثيرون جمع الطوابع والبطاقات والتحف النادرة، يوجد أيضا من يهتم بجمع السيارات القديمة، رغم ما تكلفه عملية إصلاحها من أموال، مع انعدام قطع غيارها في السوق. إسماعيل ياحي (مقاول) ومحمد شرفي، مدير بمؤسسة عمومية، وكمال جعيطي (تاجر سيارات)، هواة من نوع خاص، فهم يحفظون عن ظهر قلب تاريخ أغلب السيارات القديمة والدراجات النارية، ولا يترددون في شراء أية سيارة مهما كانت حالتها أو ثمنها، قبل إصلاحها بأموال ضخمة والاحتفاظ بها، سواء في مستودعات خاصة بمنازلهم أو استئجار مواقف آمنة لها. يقول إسماعيل: ''أملك سيارة من نوع بيجو201، يرجع تاريخ صنعها إلى سنة 1930، اقتنيتها من أحد الأشخاص بمبلغ 65 مليون سنتيم، وحرصت على إصلاحها وإعادة دهنها''.. مضيفا أن عدم توفر قطع الغيار الخاصة بها إلا لدى الشركات الأم، مما يكلف الكثير من المال للمحافظة عليها والعناية بها، في حين أن تأمينها لا يقل عن 6000 دينار في الشهر. وأبرز إسماعيل أن سيارة بيجو ''''201 قام بتأجيرها لشركة ''بيجو'' الجزائر، بمناسبة احتفالها بمرور 200 سنة على بدء تواجدها في السوق الجزائري، مقابل مبلغ مغرٍ للغاية (طلب عدم ذكره). لكن المفاجأة الكبرى كانت لدى زيارة ''الخبر'' لمستودع كمال جعيطي، بحي بن رضوان ببني مراد، حيث ركن أربع سيارات قديمة، تتوسط عددا هائلا من قطع الغيار المستعملة. ويروي كمال، الذي يمتلك سيارة ألمانية فارهة ومن آخر طراز، بأنه يهوى جمع السيارات القديمة بفضل طبيعة عمله، وهو المتاجرة في السيارات. ويضيف قائلا: ''أحرص على العناية بسياراتي بنفسي، إلى درجة أنني خصصت لها موقفا خاصا بمنزلي، على حساب سيارتي الجديدة التي تقضي نهارها وليلها مركونة على الرصيف''. وعن ماركات السيارات التي يملكها، يشير كمال بحماس كبير إلى سيارة بيجو ''''203 موديل 1957، وال''كات شوفو'' موديل 1958، بالإضافة إلى بيجو ''''403 من طراز 1959، و''شونار وولكر'' الإنجليزية. وإلى جانب العناية والاهتمام بها كما لو كانت من أفراد العائلة، فإن سياراته عادت إلى الحياة مجددا بمشاركتها بطولة أفلام تاريخية، مثل فيلم ''أحمد زبانة'' وفيلم ''عيسات إيدير''، حيث قام بتأجير مفضلته بيجو 403 لمؤسسة عمومية وطنية رعت عمليات التصوير. مصدر رزق ''حلال'' حسب الرئيس السابق لنادي السيارات محمد شرفي، فإنه توجد 400 سيارة قديمة على المستوى الوطني، إذ يعود تاريخ وجودها في الجزائر إلى فترة الاستعمار. ومن بينها السيارة الأمريكية ''أولدس موبيل''، التي يعود تاريخ صنعها إلى سنة 1937، وبيجو 203 موديل 1956، وبيجو 404 سنة 1960، ورونو ''آر ''8 سنة 1970 وسيارة سيتروان ''سيمكا'' سنة 1967، وهي عبارة عن سيارة أجرة بعدادها الخارجي. ولا تقتصر هذه الهواية النادرة على السيارات فقط، بل تمتد إلى الدراجات النارية من مختلف الماركات، مثل الألمانية ''بي. أم. دوبل في'' المصنوعة في العام 1963، والنمساوية ''بوش'' العام 1959، و''موتوبيكان'' الفرنسية سنة .1962 ويذكر محمد أنه جمع خمس سيارات قديمة، منها سيارة بيجو 203 سوداء اللون، التي يملكها منذ 1985 ولا يفكر في التخلي عنها بسبب قوة العلاقة التي تربطه بسيارته المفضلة، إلى درجة أنه يقوم بتنظيفها وصيانتها بنفسه، ولا يتردد في ''إهدائها'' قطع غيار جديدة كلما سافر إلى فرنسا.. ولأنها ''مدللته''، فإنه يقتطع جزءا من راتبه الشهري لتسديد تكلفة كراء موقف خاص بها. وعن مصدر شراء السيارة، يشير محمد إلى أن قصة عشقه لها بدأت في حي المقرية في حسين داي، ليقوم بشرائها بمبلغ 7000دينار فقط من صاحبها السابق عبد الله قارة، الذي اقتناها من مواطن فرنسي صاحب ثاني طاحونة في الجزائر آنذاك. وعلى غرار كمال، فإن سيارة محمد المفضلة تلقى إقبالا كبيرا من جانب منتجي الأفلام التاريخية، الجزائريين والفرنسيين، مثلما حصل في فيلم ''أسد الأوراس مصطفى بن بوالعيد''، والفيلم الفرنسي ''الرجل الأول''. ويقول محمد: ''بحوزتي أيضا سيارة من نوع رونو ''آلبين'' طراز 1972، وهي من أشهر السيارات الرياضية التي فازت في أول سباق رالي للسيارات القديمة، الذي احتضنته الجزائر في 5 جويلية .2005 أمنية وكلمة أخيرة أصحاب هذه الهواية الفريدة من نوعها في بلادنا، يحلمون بالمشاركة في معارض دولية، وتأسيس جمعية وطنية لهذا النوع من السيارات. معرض للسيارات القديمة تزامن قيامنا بهذا الروبروتاج، مع تنظيم أول معرض للسيارات القديمة، احتضنته حديقة بلدية برج الكيفان، أول أمس، بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال57 لاندلاع ثورة التحرير، وقد شاركت في المعرض 21 سيارة قديمة و5 دراجات نارية، واستقطبت التظاهرة عددا كبيرا من عشاق هذا النوع من ''التحف'' المتحركة.