سجلت مديرية المصالح الفلاحية لولاية سيدي بلعباس تراجعا محسوسا في إنتاج الحبوب خلال حملة الحصاد والدرس لهذا الموسم التي انتهت مؤخرا، حيث شهدت مادة الشعير انخفاضا كبيرا في نسب إنتاجها الموسم الحالي على مستوى تراب الولاية مقارنة بباقي أنواع الحبوب، بعد أن افتقدت تعاونيات الحبوب الكميات المعهودة من هذه المادة بسبب الجفاف الذي عرفته حقولها خلال هذا الموسم. وأعاد مسؤول بمديرية الفلاحة هذا التراجع لشح تساقط الأمطار ولاسيما خلال فترة نهاية مارس وأفريل التي تعد مناسبة جدا لنمو محاصيل الحبوب خاصة القمح، ما دفع بالكثير من الفلاحين إلى تحويل مساحة تفوق 30 ألف هكتار إلى أعلاف للحيوانات. وما زاد من حدة الوضع عزوف الفلاحين عن تحويل منتجاتهم من هذه المادة باتجاه التعاونيات والاحتفاظ بها وبيعها للموالين ومربي الأغنام بأسعار تخدم أرباحهم، ناهيك عن عامل آخر ساهم وبشكل كبير في تضرر حقول الشعير، يتمثل في الحرائق التي أتت على أزيد من 130 هكتار من الحقول. وفي هذا السياق، كشفت آخر الإحصائيات التي قامت بها المصالح الفلاحية عن حملة الحصاد لهذا الموسم، أن هناك تراجعا كبيرا في محصول الحبوب لهذا الموسم قدر بمليون قنطار، حيث وصل هذا الموسم إلى حوالي 1.5 مليون قنطار بمعدل حوالي 18 قنطارا في الهكتار بالنسبة للقمح الصلب، و10 قناطير في الهكتار بالنسبة للقمح اللين فقط، عكس الموسم الماضي الذي بلغ فيه الإنتاج أزيد من 2.5 مليون قنطار، وقد وجهت أزيد من نصف مليون قنطار نحو التعاونيات الأربع، كما تم انتقاء حوالي 80 ألف قنطار من البذور ذات الجودة الممتازة لتموين حقول الولاية. والجدير بالذكر أن السلطات الولائية والمصالح الفلاحية اتخذت جميع التدابير الضرورية لإنجاح عملية الحصاد والدرس لهذا الموسم من خلال تسخير أزيد من 70 حاصدة حديثة وجرارات ومقطورات وتوفير شاحنات لنقل المحاصيل.