يسود العاصمة اليمنية صنعاء الهدوء الحذر، بعد أن شهدت، يوم الثلاثاء، اشتباكات بين متظاهرين حوثيين وقوات الأمن خلفت 7 قتلى وعشرات الجرحى، إثر محاولة الحوثيين التوجه نحو مقر الحكومة واتهمتهم الحكومة اليمنية بمحاولة السيطرة عليه. كشفت السلطات اليمنية أن عددا من الضحايا سقطوا في صفوف قوات الأمن المكلفة بحراسة مبنى الحكومة وإذاعة صنعاء، بينما قال مصدر حوثي أن 7 أشخاص قتلوا لدى إطلاق الأمن النار على المتظاهرين، وفي منطقة ”حزيز” جنوبي صنعاء لا يزال التوتر يخيم على المنطقة بعد مواجهات مسلحة بين مسلحين حوثيين وقوات الجيش، خلفت قتلى وجرحى بينهم مدنيون، حيث حمل الحوثيون السلطات مسؤولية العنف، غير أن اللجنة الأمنية العليا نفت إطلاق الأمن للنار على المتظاهرين. وأفادت مصادر إعلامية أن قوات الأمن قتلت أربعة من متظاهرين قرب مقر رئاسة الوزراء، وتحدثت مصادر حوثية لاحقا عن ارتفاع القتلى إلى سبعة على الأقل. وفي المقابل، تحدث مصدر طبي حكومي عن قتيل واحد سقط خلال تفريق الأمن المتظاهرين، وجاء ذلك التطور بعد ساعات من دعوة زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، أنصاره إلى التظاهر مجددا في ساحة التغيير بصنعاء ضمن مرحلة جديدة مما يسميه ”تصعيدا ثوريا” ضد الحكومة التي يتهمها بالفساد، بعدما رفضت الجماعة قبل أيام مبادرة رئاسية تشمل تغيير الحكومة وتعديل أسعار المشتقات النفطية. وكانت الحكومة اليمنية قد أكدت أن مقر رئاسة الوزراء منطقة عسكرية، وأبدت إصرارها على منع التظاهر أمامه. وبينما قالت مصادر حكومية إن قوات الأمن تدخلت لمنع مجموعات من الحوثيين من اقتحام رئاسة الوزراء للاعتصام داخلها، نفت مصادر من الجماعة ذلك. وقال مصدر باللجنة الأمنية العليا في صنعاء أن عددا من جنود حراسة مجلس الوزراء وإذاعة صنعاء أصيبوا خلال محاولة اقتحام الحوثيين مقر المجلس ومبنى الإذاعة. وأضاف المصدر أن الإصابات ناجمة عن إطلاق نار من قبل أفراد كانوا في محيط مجلس الوزراء وإذاعة صنعاء، وكذلك من قبل الذين حاولوا اقتحام المبنيين. ونفى المصدر أن تكون قوة الحراسة قد أطلقت النار على من حاولوا الاقتحام، وحمّلت اللجنة الأمنية قادة جماعة الحوثي كامل المسؤولية عن التحريض على اقتحام المنشآت والمؤسسات العامة وما يترتب عن ذلك من خسائر في صفوف المواطنين. وفي مقابل إجراءات الحكومة الأمنية، استحدثت جماعة الحوثي المزيد من نقاط التفتيش حول العاصمة، ويواصل أنصار الجماعة نصب خيامهم أمام وزارتي الكهرباء والمواصلات الموجودتين على الطريق المؤدية لمطار صنعاء الدولي، وأمام مركز البريد الرئيسي في العاصمة صنعاء.