تنظم جامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم، ملتقى وطني بعنوان “جماليات الشعر عند محمود درويش”، يشارك فيه ثلة من الباحثين والدارسين المهتمين بالقضايا الأدبية والفنية والفكرية عند الشاعر العربي المعاصر “محمود درويش”، الذي أضفى النوعية والأسلوبية للقصيدة العربية. سيتم في الملتقى مناقشة مقومات التجربة الجمالية والفنية الخاصة بشاعرنا، كما حملتها نصوصه الشعرية في إطار سياقات تاريخية ومعرفية وفنية عاشها الشاعر في الواقع مع مقاربة لأسلوبه المتميز في خلق جماليات نصوصه الشعرية، وذلك من خلال تسليط الضوء على جملة من المحاور الأساسية أولها محور حول “البنى الأسلوبيّة في شعر محمود درويش”. وسيعرض المحور الثاني للملتقى”الصورة الشّعرية في شعر محمود درويش”. أما المحور الثالث سيتطرق إلى مفهوم “التناص في شعر محمود درويش”، بينما ستناول المحور الرابع “التأصيل، التحديث والرؤيا في القصيدة الدرويشية”، والمحور الأخير إلى كل من “الهوية والحرية في شعر محمود درويش”. تضمنت ديباجة الملتقى مسيرة الشاعر الفلسطيني محمود درويش التي تميزت بالعطاء الشعري المتواصل، كونه من الذين يطورون في مشروعهم الشعري بإبداعية مستمرة، مبتكرا جماليات مغايرة تنفلت عن المعايير المعدة سلفا، وتسفر قصيدته إلى شاعر شاب عن رؤية شاعرنا للكتابة الشعرية يقول: لا تصدق خلاصتنا، وانسها وابتدئ من كلامك أنت. كأنك أوّل من يكتب الشعر أو آخر الشعراء، حيث يرى الراحل محمود درويش الشاعر، المبدع، المتأمل، والشاذ عن القاعدة ولا يضع نجمتين على لفظة واحدة. عايش “درويش” قضية فلسطين بكل نكباتها وتفاصيلها وتطوراتها ومضامينها الأدبية والفنية والفكرية، فكتب لفلسطين التي يؤمن بأنها أم البدايات وأم النهايات وتغنى بشعب يتصدى للمغتصبين ويرفض أن تسلب أرضه أو تفقد هويته، إذ قدم لنا أمير الشعراء قصيدة تنهض على بناء يهيمن فيه التصوير الشعري للوطن والأرض والحرية والموت والحب والذات والآخر. هو إذن الشاعر الذي يملك القدرة على المزج بين الواقعي والخيالي وتتجانس في شعره التعابير المباشرة مع التعابير الرمزية والإيحائية، جامعا بين جمالية الإيقاع الصوتي والغنى الدلالي. كما لم يفرط الشّاعر “محمود درويش” في موروثه الشّعري ولا في رؤاه التحديثية للقصيدة العربية، حيث أصل الأوزان الخليلية وجدد في كيفية استعمالها فكان بحق ممثل الشعرية العربية الحديثة. ويصبو هذا إلقاء الأدبي إلى إنارة جوانب التجربة الشعرية والجماليّة عند “محمود درويش” بغية الرقي بمستوى الذوق الفني والجمالي لدى الطلبة والمهتمين بالأدب والشعر، و كذا التعرف على التنوع الأسلوبي والتلاقح الأدبي والبعد الثقافي والعمق التاريخي الذي تتميز به نصوص الشاعر، واكتشاف مزايا اللغة العربية والإسهام في نشرها وتطويرها من خلال قراءة الشعر والبحث فيه، فضلا عن البحث في اللغة الشعرية لنصوص الشاعر والمتميزة بالجمع بين الواقعية والرمزية.