ضمن منشورات « دار فيسيرا للنشر والتوزيع « صدر حديثا للشاعر توفيق ومان، رئيس الرابطة الوطنية للأدب الشعبي،ديوان شعري جديد بعنوان « لبسني لكلام «، يقع في 110 ص تتصدره غلافه لوحة فنية رائعة تعكس المدرسة الحروفية العربية والكاليغرافيا بجمالياتها من توقيع الفنان التشكيلي علاء إسماعيل عبد الرحمان . ويتضمن الديوان الجديد للشاعر الشعبي توفيق رومان صاحب رائعة « حدق مدق» و»خبر كان» نخبة من القصائد الشعرية الشعبية بروح حداثية يصل عددها 19 قصيدة و غاص ينا من خلالها الشاعر المتميز توفيق ومان بنبرته وبصمته الخاصة إلى تلافيف الحياة بتصاعدها وإخفاقاتها وإرهاصاتها التي تتشكل منها عجينة الحياة كما تشاء الأقدار فيلتقطها هو بحسه الشعري الغائر بالإحساس والحدس الجميل فيحولها إلى كلمات شعرية مفعمة بالنبض والحياة والسؤال أيضا وهي محور إشتغال الشاعر الذي لم ينقطع عن مجتمعه بل إنخرط بوعي في قضاياه سواء في مستوياتها السياسية أو الإجتماعية والثقافية وترصدها بعمق وحساسية وما تطرحه مشاغل الحياة من تطورات متسارعة،وتميزت بنية القصائد بالحداثة في الروح رغم مفرداتها الشعبية التي تسكننا يوميا وبصور بلاغية وجمالية كثيفة تؤكد تفرد الصوت الشعري الحداثي لدى التجربة التي مارسها الشاعر توفيق ومان وتبناها إستمرارا لروح شعراء وفحول الشعر الشعبي الجزائري الذي دون للذاكرة والتاريخ الجزائري عبر العصور ومكن للذات الثقافية المحلية بكل قوتها وبساطتها وتنوعها وعبر سلسلة القصائد التي تعج بالحياة والولع وهي « هبال خيالي ، اسماح ، ع اللي نافيه ، لبيسني الكلام ، كنت وحدي ،ف برج البحري ، ما نرضاك ،مالك ياجبل مالك ، يا صاحبي ، يا شيخي ، نواح الروح ، أنا وحرفي ، ذاك المليح ، صورتك نجمة ، قدسية الوطن ، واش نقول ، ما عدتش نكافي « نلج عبر جسد القصيدة المتدفقة عنفوانا ووعيا وإيحاءا ورمزية إلى عوالم ثرية بالمواضيع والتيمات التي إختارها بعناية رغم بساطتها لكنها محملة بالسؤال والجمال وبلغة قريبة غلأى الجزائري البسيط والمثقل بالهموم كما إعتمد وربما لأول مرة في طابع الشعر الشعبي على تقنية التناص ليضفي على أشعاره من روح الأخرين ويتآلف معها . ومما جاء في مقدمة الديوان بقلم الدكتور بولرباح عثماني من جامعة الأغواط : « إن لبسني لكلام وعلى الرغم من صغر حجمه ، وقلة النصوص الشعرية تسعة عشر نصا ولكن قيمته الفنية والجمالية والعاطفية والإبداعية والأسلوبية تؤكد بأن هدا الإصدار الشعري من أغنى الدواوين الشعرية الشعبية الحداثية والمعاصرة ،إن اللغة الشعرية التي أبدعها الشاعر توفيق ومان تنم عن نضج التجربة من جهة ومن جهة أخرى وهو الأساس قدرة الشاعر في خلق معجم لغوي شعري خاصا به ،كما أن شعرية ومان ومن خلال هذا كله جعلت هذه الإبداعية الشعبية الحداثية تتدفق معانيها ، وتنثال عليه صورا وإيقاعاتها سهوا ورهوا تجعلنا نتابعها من بداياتها إلى نهايتها « وسبق للشاعر ورئيس الرابطة الوطني للشعر الشعبي أن أصدر نخبة من الإصدارات على غرار « أنطولوجا الصوت المكنون في الشعر الملحون» ، «الثورة التحريرية والشعر الشعبي الجزائري».