أثارت عودة النجم حسين عبد الغني إلى صفوف المنتخب السعودي لكرة القدم ضجة كبيرة! هل كان الأمر طبيعيا؟! في نظري.. نعم، وليكن نجم منتخب البرازيل كاكا هو المثال، فقد اهتمت وسائل الإعلام وتناقلت الوكالات العالمية خبر عودة فنان الوسط البرازيلي كاكا إلى صفوف منتخب بلاده بعد غياب دام عاما ونصف العام، فما بالك حين يغيب نجم سعودي معروف مدة 5 سنوات؟! لقد كان غيابا طويلا بلا شك، وإن كنت أرجح أن أحد أسباب عدم الحماس لاختيار العملاق حسين عبد الغني كان يعود إلى تصرفاته في الملعب بسبب تركيبته، وما أكثر مشاكل النجم الكبير داخل الملعب، سواء مع ناديه أو المنتخب، علما بأن معظم التصرفات غير المقبولة حدثت في النصف الأول من مشواره عندما كان لاعبا في صفوف الأهلي. على أي حال، هذا ليس مهما؛ لأن حسين استمر على مستوى الأداء الفني نجما كبيرا بغض النظر عن الملف الانفعالي؛ بل إن الظهير الفني بات نموذجا للنجم الذي يرتفع مستواه مع التقدم في العمر (ما شاء الله)، وهو أفضل نموذج في الملاعب السعودية في الوقت الراهن. المهم في نظري: لماذا يكون العمر معيارا للاختيار؟! أذكر في هذا السياق سؤالا طرحه علي نجم الاتحاد أول كابتن سعودي عبد المجيد كيال - يرحمه الله: لماذا تذكرون الخبرة كثيرا؟ أخبروني ماذا تعني الخبرة بالنسبة للاعب؟! طبعا الكيال هو أول قائد مع عبد الرحمن الجعيد - يرحمه الله - وكان مثقفا متابعا حتى وفاته قبل عامين، وكان يقصد أن الأداء هو كل شيء والخبرة، خصوصا للاعب لا معنى لها، بعكس المجالات المعرفية الأخرى. على المستوى العالمي أيضا يظل عامل السن موضع نقاش؛ لذلك يكتب الكثيرون حول بعض الأسماء العالمية كلما حان موعد اختيار قائمة أي فريق وطني، ولن أذهب بعيدا، ففي الأمس القريب كتب الكثيرون عن بيرلو ولامبارد ولام وكاكا ورونالدينو، خلال كأس العالم. كرة القدم فيها حركة وتمرير وتصويب ولياقة وتهديف وتجانس واحتكاك وقطع للكرات وقراءة تحركات واتصال... فإذا كان اللاعب يقوم بكل ذلك بالمستوى نفسه، فلماذا لا يكون مع الفريق بغض النظر عن السن؟! الملعب هو الفيصل، لذلك لست مع الحديث ولا المبالغة في التركيز على الأعمار في كل اختيار. ثمة مقدرة.. ومعها عطاء، فلماذا يكون عامل السن عائقا ما دامت (الفورمة) على ما يرام؟! كنت قد طرحت سؤالا مهما: هل يحق لبعض نجوم العالم الاعتذار عن تمثيل المنتخب؟! في رأيي: لا يمكن؛ لأن الأداء في الملعب هو الفيصل، ولا يجب أن تكون المسألة اختيارية، ومن العيب أن يقرر اللاعب مهما كانت نجوميته أنه لا يرغب في اللعب لمنتخب بلاده، بينما يتألق في الملعب طولا وعرضا وهو يمثل ناديه! حكاية الفريق الذي يضم الخبرة مع الشباب لا معنى لها - في نظري - ولا تدل على شيء، مع أننا نكررها كثيرا. الأداء بكل تفاصيله في الملعب هو المقياس. وأهلا بحسين عبد الغني.