تستحق إدارة النادي الأهلي بجدة التقدير والشكر لأنها تحركت بسرعة وجدية فور اكتشافها مراكز الضعف والخلل في صفوف الفريق، ولا شك أن الوضع المالي للنادي ساعدها في ذلك، والأهلي محظوظ جدا بوجود قامة وشخصية لها وزنها مثل الأمير خالد بن عبد الله، وإلا فإن بعض الأندية قد تكتشف مكامن الخلل وتتعرف على نقاط ضعفها بيد أنها تقف مكتوفة اليدين لأن ”العين بصيرة واليد قصيرة”. يقف العامل المالي عائقا وعقبة أمام الطموحات والرغبة في التغيير. يبدو واضحا أن الأهلي الذي صرف كثيرا هذا العام، بل في السنوات ال4 الأخيرة بصورة لافتة حيث لم يعد النادي الكبير يشكو من عوائق مالية، قد تحرك عطفا على الأداء العام للفريق من بداية الموسم والنتائج التي تحققت وتوجيه المدرب وإصابة النجم منصور الحربي، فأحضر لاعبين في مركزي الظهيرين أحدهما سعودي والآخر مصري أراه أفضل لاعب مصري في الوقت الراهن بالإضافة إلى لاعب أوروبي صانع ألعاب. أما بالنسبة لصناعة الألعاب فقد قرأت تصريحا للنجم العماني الكبير عماد الحوسني الذي يبدو أنه لا يزال قلبا وقالبا مع فريقه السعودي قال فيه إن كل ما يحتاجه الفريق الأهلاوي حاليا هو صانع الألعاب. الحوسني كمهاجم له خبرته وهو من الفاهمين الذين يجمعون بين الخلق الرفيع والوعي الرياضي لا شك أن رأيه الفني له وزنه واحترامه. وكنت تناولت الخلل في الصفوف الأهلاوية في كلمة سابقة وأشرت إلى أن الأهلي الذي فكر في ايلتون البرازيلي يحتاج بالفعل إلى ما يعرف بصانع الألعاب. كنت ولا أزال ضد مصطلح ”صانع الألعاب”. كتبت ذلك من سنوات طويلة وكررت القول بأن صناعة اللعب يجب أن يقوم بها كل لاعب وهي دور وليست مركزا في الفريق. الصناعة مهمة وليست موقعا معينا، ولذلك فإن الأهلي بحاجة إلى محور هجومي وقائد حركي أو ضابط إيقاع، والغريب أن الأهلي الذي عانى الأمرين من الهجوم في الماضي القريب أحضر في بداية الموسم 3 مهاجمين ونسي الوسط المتقدم، والجميل أن الأهلي تحرك على نحو لافت للنظر خاصة فيما يتعلق بالظهير الأيسر حيث أحضر عبد الشافي ليسد مكان الحربي، ولا شك أن عبد الشافي مكسب كبير وهو أفضل من الحربي لا سيما في الدور الهجومي، كما أن الفراغ الكبير في منطقة البناء بين خطي الوسط والهجوم كان واضحا للمتخصص ولذلك جاءت الاستعانة بالإسباني داني كونتيانا في الوقت المناسب، ومن هنا فإن الأهلي سيكون على المستوى الهجومي تحديدا مختلفا وأظن أنه سيكون الأقوى خلال المرحلة المقبلة. من الصعب الحكم على السعودي أمير، وإن كانت تجربته اليونانية تؤكد أنه على الأقل سيكون أفضل من الذين لعبوا في مركز الظهير الأيمن مؤخرا، لكن اختيار عبد الشافي وداني بالذات كان مدروسا على اعتبار أن الفريق واجه مشكلة طارئة في مركز الظهير الأيسر وخللا واضحا في المحور الهجومي. الأهلي بعد التغييرات الأخيرة ”السريعة”، مرشح في نظري لأن يكون أفضل من الأسابيع الماضية بكثير. سيكون فريقا من الصعب تجاوزه.