أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محادثات مع رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، والوزير الأول عبد المالك سلال، خصصت للعلاقات بين البلدين، وسبل معالجة الأزمة الأمنية في ليبيا. وجاءت زيارة محمد بن زايد آل نهيان إلى الجزائر في إطار حرص البلدين الشقيقين على تمتين وتعزيز أواصر الأخوة والتعاون في كافة المجالات، وتكريس سنة التنسيق والتشاور السياسي بينهما حول مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ونقلت شبكة ”إرم” الإماراتية، بخصوص الزيارة، أن الإمارات العربية المتحدة تتقاسم مع الجزائر القلق بشأن الوضع في ليبيا والخطر الذي تمثله على المنطقة، وهذا رغم تباين كيفية مقاربة حول هذه الأزمة. ووفق ما وصفه مصدر مطلع فإن الإمارات العربية المتحدة ترغب، من خلال الزيارة التي قام بها محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبو ظبي، في الاطلاع على تفاصيل المبادرة الجزائرية المتعلقة بتنظيم حوار الأطراف الليبية المتناحرة. واستنادا إلى ذات المصدر، فإن الإمارات العربية المتحدة تشكك في إمكانية تسوية الأزمة الليبية عبر المبادرة الدبلوماسية الجزائرية، قياسا بتطور نشاطات الجماعات المسلحة بليبيا وفوضى السلاح التي جعلت من هذا البلد ميدانا للقتال الداخلي ومصدر تهديد للأمن الإقليمي. وإن الإمارات العربية المتحدة ترى أنه من الضروري دعم المبادرة الجزئرية بإرادة دولية وإقليمية ضاغطة تجبر الجماعات المسلحة على التخلي عن السلاح والالتزام بالعملية السياسية. وقالت مصادر دبلوماسية عربية ل”إرم”، إن الجزائر مترددة في ممارسة ضغوط على الأطراف الليبية المسلحة خوفا من انعكاسات محتملة لهذه الضغوط على الداخل الجزائري. وأضافت أن الأزمة الليبية تجاوزت طابعها الوطني وأصبح لها عمق يمتد من إفريقيا جنوبا إلى أوروبا شمالا، مرورا بمصر وتونس والجزائر. وتسعى الجزائر من خلال مبادرة الحوار الليبي- الليبي التي تقودها، إلى طي الأزمة سياسيا وسلميا عن طريق تقريب وجهات النظر، بعيدا عن لغة السلاح، قياسا بحالة اللااستقرار التي خلفها تدخل ”الناتو”.