توقعت صحيفة” الفايننشال تايمز” البريطانية أن تفقد منظمة البلدان المصدرة للنفط ”أوبك” حوالي 200 مليار دولار، أي ما يعادل 20 بالمائة من إيراداتها، في حال تراجعت أسعار النفط الخام إلى 80 دولارا للبرميل. وقالت الصحيفة في تحليل نشرته مؤخرا، إن انخفاض أسعار النفط إلى 80 دولارا للبرميل، سيؤثر على قدرة الدول الأعضاء في أوبك وقدرتها على خدمة ديونها دون التخلف عن السداد. ومن المقرر أن تلتقي أوبك في فيينا في 27 نوفمبر المقبل لبحث ما إذا كانت ستعدل حجم الإنتاج الذي تستهدفه، وهو 30 مليون برميل يوميا بحلول 2015، بينما يحث بعض أعضاء المنظمة على إجراء تخفيضات عاجلة في الإنتاج لرفع أسعار النفط العالمية مرة أخرى فوق 100 دولار للبرميل. وأشار التحليل إلى أن انخفاض خام برنت الى 80 دولارا للبرميل سيؤثر على برنامج التسيير الكمي العالمي الضخم، موضحا أن أسعار النفط الخام تراجعت بمقدار 25 دولارا، أي أكثر من 20 بالمائة، منذ منتصف جوان الماضي. وذكر التحليل الذي كتبه إد مورس، الرئيس العالمي لأبحاث السلع في سيتي جروب، أن انخفاض الأسعار الحالية يخلق بسرعة الفائزين والخاسرين، موضحا أن الخاسرين يضمون الدول المنتجة. وقال التحليل الذي نشرته الصحيفة البريطانية، إن أسعار النفط تراجعت في الآونة الأخيرة لعدة أسباب، فبعض الانخفاض يعزى إلى معنويات السوق، وبعضها إلى أساسيات السوق، وإلى حد كبير، المشهد الجيوسياسي. وبلغ متوسط سعر خام برنت حوالي 110 دولارا للبرميل، بعدما أدى تعطل الإمدادات من ليبيا إلى غياب نحو مليون برميل من الأسواق، وعلى الرغم من زيادة إنتاج السعودية في عام 2011، فإن سعر 110 دولارات لخام برنت، أعلى بنحو 25 دولارا للبرميل للأسعار المتداولة قبل انقطاع النفط الليبي. وقال التحليل إن الاقتصاد العالمي ضعيف والطلب على النفط آخذ في الارتفاع بمعدل أقل من مليون برميل / يوميا، وأي زيادة متوقعة في النشاط الاقتصادي والطلب لعام 2015، ربما تترك فائضا بمقدار مليون برميل يوميا، مما يؤثر بشدة على الأسعار ما لم تخفض أوبك الإنتاج. ويشير التحليل إلى أن ضعف سعر النفط ربما يدخل في إطار نظريات المؤامرة، استنادا إلى أن السعودية خفضت سعر النفط للعملاء في آسيا، الأمر الذي يماثل خطوات من جانب إيران والعراق والمنتجين الآخرين بالشرق الأوسط لأسعار النفط.