احتضنت، أمس، قاعة ابن زيدون برياض الفتح بالعاصمة، العرض الشرفي للفيلم الروائي الطويل ”البئر” للمخرج لطفي بوشوشي، من إنتاج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي. تدور أحدث الفيلم، خلال ساعة ونصف من الزمن، حول معاناة أهالي قرية تحت وطأة حصار الجيش الفرنسي، بسبب إنذار عن فقدان قائد عسكري بذات المنطقة، ومنعهم من الخروج، وأي محاولة منهم للخروج يواجهون الموت المحتم. وخلال أحداث الفيلم يتبين وجود بئر بالقرية، ألقى فيه المجاهدون جثة القائد العسكري المفقود، ما سبب تلوث المياه التي تعد المصدر الوحيد لحصول القروين على المياه الصالحة للشرب، ليجد سكان القرية أنفسهم أمام خيارين: مواجهة العطش أو الخروج للبحث عن الماء والموت على يد رصاص المستعمر. المشهد الأخير قدم صورا للإرادة القوية للجزائريين في مواجهة الموت، حيث خرج جل القرويين حاملين دلاء بحثا عن الماء، في مواجهة الجنود الفرنسيين، ليختتم الفيلم بمشهد مأساوي إثر مجزرة وقعها جنود الاحتلال الغاشم في حق أطفال ونساء عزل، ذنبهم الوحيد أنهم أرادوا أن يرووا عطشهم للبقاء على قيد الحياة. أراد المخرج لطفي بوشوشي، من خلال الفيلم الطويل الأول له، إبراز معاناة الشعب الجزائري من القمع والاضطهاد الذي عاشه إبان الثورة التحريرية على يد المستعمر، الذي حصد الأخضر واليابس. كما حاول المخرج بوشوشي أيضا تسليط الضوء على الخيارات التي كانت بحوزة الشعب الجزائري آنذاك، والتي كانت تؤدي معظمها إلى الموت. الفيلم من تمثيل عدد من الممثلين منهم نادية قاسي والممثلة الفرنسية لوران مورال، وسيناريو ياسين محمد بن لحاج. للإشارة، يعتبر فيلم ”البئر” أول فيلم طويل للمخرج لطفي بوشوشي، المولود في مدينة الجزائر سنة 1964، من عائلة سينمائية، وتضم جعبته الفنية عديد الأفلام الوثائقية منها فيلم ”تحيا الجزائر” وفيلم ”بركات”.