تفتتح عشية غدا رسميا فعاليات الطبعة ال19 للصالون الدولي للكتاب بمشاركة 926 دار نشر من بينهم 267 ناشرا وطنيا و659 ناشرا أجنبيا من 43 بلدا من بينها كوت ديفوار وجمهورية التشيك، اللتان تشاركان لأول مرة، إلى جانب حضور ممثلين عن هيئة الأممالمتحدة، وستكون الولاياتالمتحدةالأمريكية ضيف شرف الصالون للمرة الثانية على التوالي، عرفانا لمساندتها للجزائر خلال حقبة الاستعمار لدى الأممالمتحدة في حق تقرير مصيرها. ستكون الطبعة ال19 للصالون الكتاب الدولي الحاملة شعار “نحن والكتاب”، والتي ستدوم إلى غاية الثامن من نوفمبر القادم، استثنائية ومميزة بالنظر إلى تزامنها مع الاحتفالات الوطنية المخلدة لستينية اندلاع ثورة التحرير، حيث عمد منظموا المعرض إلى إيلاء الجانب التاريخي الحصة الأسد ضمن الصالون الدولي للكتاب لتزامن هذا الأخير مع الاحتفالات بستينية الثورة التحريرية، حيث سيتم استحضار هذا اليوم الحاسم في تاريخ الجزائر من خلال التركيز على موضوع صدى الثورة الجزائرية في الخارج، في الشأن ذاته، صرح حميدو مسعودي محافظ الصالون الدولي للكتاب أنه سيتم إضفاء طابع التخصص على فضاءات الصالون، تم برمجت محاضرات تاريخية يلقيها قدامى المساندين الفرنسيين لثورة التحرير، إذ ستحتضن قاعة “سيلا” برامج ثقافية متنوعة في شكل ثلاث لقاءات يدوم كل منها يومين، منها اللقاء الدولي احتفاء بالذكرى الستين لاندلاع ثورة أول نوفمبر كالقاء “معركة الكتابة خلال الثورة الجزائرية”، “الناشرون المناضلون في سبيل استقلال الجزائر”، مع إقامة معرض الشريط المرسوم للصور خاصة بتاريخ الجزائر الثوري. على غرار قاعتي “علي معاشي” بقصر المعارض وقاعة “سينماتيك” بالمتحف الوطني بالعاصمة، التي ستحتضن هي الأخرى ندوات تاريخية وموائد مستديرة تتناول هذا الحدث التاريخي، إلى جانب عرض مجموعة من الأفلام السينمائية العالمية المقتبسة من الروايات الأدبية منها فيلم المخرج محمود زموري “شرف القبيلة” عن رواية رشيد ميموني، وفيلم “حب في زمن الكوليرا” المقتبس عن رواية غابرييل غارسيا ماركيز، وغيرها من الأفلام التي لاقت صيتا عالميا. كما سيعرف التنشيط الثقافي على هامش فعاليات المعرض الدولي للكتاب وتيرة جديدة من حيث التنوع في المواضيع المطروحة للنقاش أبرزها قضايا السينما والأدب والصحافة والكتابة الأدبية والهواجس المعاصرة وكتابات الشباب والمرأة، عبر لقاءات وندوات أدبية تجمع نخبة من القامات الأدبية خلال المعرض، أبرزها الإعلامي الكبير حمدي قنديل والكاتب واسيني لعرج إلى جانب كتاب وأدباء وروائيين من الجيل الجديد. وفي بادرة أولى من نوعها، حظيت البراءة برعاية خاصة ضمن برنامج الدورة ال19 للصالون، حيث تم تخصيص جناح “أهقار” لكتاب الطفل بمساحة أكثر من 200 متر مربع تعرض ضمنه عدة دور نشر محلية وأجنبية مختصة في كتاب الطفل، بالمقابل تم برمجة نشاطات ترفيهية تثقيفية لفئة الأطفال، من خلال استقدام “حكواتي” لرواية القصص على الأطفال، مع فتح مكتبة متخصصة لجمعية “القارئ الصغير” لمدينة وهران التي ستقوم بتحفيز الأطفال وحثهم على القراءة، فضلا عن عروض فكاهية وألعاب تفاعلية، ومعارض فنية ومهرجان للنكت والألغاز، علاوة عن تخصيص جناح للناشرين المختصين في كتب الشباب والكتب شبه المدرسية تلبية لرغبات مختلف شرائح القراء والمهتمين، أما باقي الأجنحة فستظل مفتوحة للنشاطات العامة مع تثمين للإصدارات الأدبية في الجناح المركزي. وذكر مسعودي أن الصالون الدولي للكتاب أضحى يحتل المرتبة الأولى عربيا وإفريقيا قبل معرض الرياض والشارقة، والثاني دوليا بعد معرض فرانكفورت للكتاب، بفضل عدد الزوار المسجل في كل طبعة الذي تجاوز سقف المليون والذي يساهم في كل طبعة جديدة من عمر الصالون في الارتقاء به. على صعيد آخر، قامت هيئة الرقابة بالتحفظ على نحو 70 عنواناً من الكتب، التي تقع تحت طائلة قانون 2002 الذي يمنع العناوين التي تدعو إلى الفكر المتطرف والأفكار الهجينة، وتحرض على الفتنة والإرهاب، سيما تلك التي تمس بثورة التحرير المجيدة، والتي كانت دور نشر عربية وعالمية بصدد إدخالها إلى الجزائر، فيما تم إبلاغ دور النشر المعنية بعدم الترخيص بعرضها للمشاركة في الدورة ال19. جدير بالذكر، تشهد صناعة الكتاب بالجائر وتيرة كبيرة سيما خلال السنوات القليلة الفارطة ما دفع بوزارة الثقافة إلى تثمينها من خلال مشروع إنشاء “جائزة كبرى للرواية”، وجائزتي “الشعر والقصة” حيث أكدت نادية لعبيدي وزيرة الثقافة أن آليات المحيط والبنية المتوفرة حاليا، تسمح بتحفيز وتشجيع ودعم الكتابة بالجزائر، ودعت إلى تعزيز الصالون في الطبعات اللاحقة باعتباره فضاء ومنبع يضم ويجمع كل الطاقات الإبداعية في الكتابة على اختلاف مشاربها.