يشرف، اليوم، رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، على افتتاح فعاليات الطبعة ال 17 للصالون الدولي للكتاب بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، حيث تجري الاستعدادات على قدم وساق بمستوى أجنحة المؤسسة الوطنية للمعارض صافكس ببلدية المحمدية من أجل تجهيز فضاءات العرض التي ستستقبل كتب الناشرين الأجانب والعرب والجزائريين المشاركين في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر، والذي اختار منظمو المعرض أن تكون الجزائر كضيف شرف الطبعة ال17 لتزامن المعرض مع الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال. ويشارك، في المعرض الدولي للكتاب الذي يحمل شعار "كتابي حريتي" 750 دار نشر تمثل أربعين بلداً، منها 14 دولة عربية تتوزع على مساحة 14 ألف متر مربع في قصر المعارض بالضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، ويزور المعرض كل سنة أكثر من مليون زائر (1.2 مليون في 2011) ما يجعله "من أكبر التظاهرات الثقافية في العالم"، حسب المنظمين. ولن يخرج هذا العام عن القاعدة التي سنّتها محافظة الصالون في الدورات السابقة، حيث أدرج المنظمون سلسلة من التكريمات في برنامج الفعاليات تشمل أسماء سجلت حضورها المتميز في عالم الكتاب والأدب، فبالإضافة إلى التكريم الذي سيحظى به الأديبان الشهيدان مولود فرعون وأحمد رضا حوحو، يوشح قائمة التكريمات اسم الأديب رشيد بوجدرة من خلال تكريم مجمل أعماله الإبداعية، وإلى جانبه نجد اسما آخر في قائمة التكريمات ألا وهو رابح بلعمري الذي رحل عنّا في 1995 مخلفا وراءه العديد من دواوين الشعر والمجموعات القصصية والروايات، اسم محمد الصغير وسطاني، مؤسس منشورات "دار الكتاب" والذي يعتبر أحد رواد نشر الكتاب في الجزائر، سيكون هو الآخر موضع لفتة تكريمية هو أيضا شأنه شأن ياسمينة خضراء، هذا الكاتب غزير الإنتاج، وذو الصيت العالمي، وصاحب الكتابة الصميمة التي نالت العديد من الجوائز الأدبية، وهذا من خلال لفتة تكريمية لمجمل أعماله. فضلا عن كون الصالون الدولي للكتاب، فضاء لعرض الكتب بجميع تخصصاتها وأنواعها، يعمل الصالون لكي يكون مكانا للقاء والنقاش، وفي هذا الإطار ستنظم محاضرات وندوات تتمحور حول الكتاب، كندوة "الكتاب الجزائري، نصف قرن من التاريخ"، و"من حروف البدايات إلى كلمات البلد، الترجمة في الجزائر" و"إشكالية شراء حقوق النشر والنشر المشترك"... كما، يعد الصالون الدولي للكتاب فرصة مثالية وجميلة للمؤلفين للالتقاء بقرائهم، لهذا تعد لقاءات البيع بالإهداء التي ستنظم في مستوى أجنحة دور النشر الجزائرية المشاركة في الصالون من أهم نشاطات المعرض، بالإضافة لتنظيم لقاءات تقدم من خلالها بعض المؤلفات الصادرة حديثا والحاضرة في الصالون، حيث سيتم، على سبيل المثال، عرض كتابين من قبل المؤرخ الفرنسي روني غاليسو والباحث الجزائري دحو جربال وهما "هنري كوريال بين الأسطورة والتاريخ" و"المنظمة الخاصة لفيدرالية فرنسا لحزب جبهة التحرير الوطني"، كما سيقدم الروائي واسيني الأعرج سيرته الروائية المعنونة ب "رماد مريم"، أما فالو جوزي ألان وكريستيان فولين وكورين شوفاليي سيتولون على التوالي تقديم "جاك شوفاليي، الرجل الذي أراد منع حرب الجزائر" و"فجر ثورة -زهرة الخزامى، الجزائر، 26 أفريل 1901. ومثلما جرت عليه العادة في كل دورة من دورات صالون الكتاب، يظم ملتقى دولي بالتعاون مع المركز الوطني للبحث فيما قبل التاريخ والانثروبولوجيا التاريخية، ويشارك فيه باحثون وخبراء من الجزائر ومن دول أجنبية، سيتناولون بالبحث الثورة الجزائرية من خلال الكتابات الأدبية، فضلا على تقديم شهادات لجزائريين وأجانب تخص موضوع المقاومات الجزائرية. كما سيشكل تنظيم عروض لأفلام سينمائية أحد المواعيد الكبرى في الدورة ال17 من الصالون الدولي للكتاب، وهذا، بالتعاون مع متحف السينما، حيث سيتم عرض أفلام لمخرجين سينمائيين جزائريين تناولوا من خلالها موضوع الثورة الجزائرية، وهي أفلام مقتبسة من أعمال أدبية لكبار الروائيين الجزائريين على غرار مولود معمري ورشيد ميموني وعبد الحميد بن هدوقة.. كما ستعرض أفلام أجنبية مقتبسة عن أعمال روائية عالمية كالطبل لغونترغراس وغيرها، وسيكون لعشاق المسرح، خلال الدورة ال17 من الصالون الدولي للكتاب بالجزائر الفرصة للاستمتاع بمشاهدة عروض مسرحية، على غرار "النافورة الذهبية " التي ستعرض يوم الاثنين 24 سبتمبر.