تعرف أسعار الخضر بأسواق الوادي، هذه الأيام، التهابا غير مسبوق في ولاية تعتبر فلاحية بامتياز اشتهرت بزراعة البطاطا، ومؤخرا أصبحت تنتج أطنانا من الطماطم ذات النوع الجيد، غير أن هذين المنتوجين تتراوح أسعارهما بين 70 و100 دج.. المواطنون باتوا يتساءلون عن أسباب هذا الارتفاع غير المعقول في الأسعار واستقرارها في هذه الحدود. وأكد الباعة في أسواق الخضر والفواكه أن سبب ارتفاع الأسعار راجع إلى عدم دخول المحاصيل المحلية للسوق لحد الساعة، فالبطاطا والطماطم التي تباع حاليا قادمة من ولايات شمالية. وقلل التجّار من إمكانية انخفاض الأسعار خلال الأيام القادمة في حالة دخول المحاصيل المحلية، على اعتبار أن أسعارها ستكون بنفس أسعار محاصيل الولايات الشمالية، إلا في حالة دخول كميات كبيرة من المنتوجات المحلية للسوق. الوضع المذكور أثار مخاوف وغضب المستهلكين، حيث ذكر المواطنون أنهم لجأوا لمقاطعة الخضر الغالية سواء كانت ذات إنتاج محلي أووطني، وحتى المستوردة من الخارج أضحت أرخص من الخضر ذات الاحتياج الضروري، حيث وصل سعر البطاطا إلى 100 دينار والخس إلى 80 دج والبصل ب 70 دج والجزر والطماطم في حدود 90 دينار. ووجّه مواطنون أصابع الاتهام إلى التجار الانتهازيين الذين استغلوا فرصة نقص الإمداد بالمحاصيل المحلية برفع الأسعار، لأن الطلب أصبح أكثر من العرض. وفي المقابل أرجع تجار التجزئة، الارتفاع إلى نقص السلع في أسواق الجملة وتراجع الإنتاج بشكل عام على المستوى الوطني، وهو ما تفنده أرقام مصالح الفلاحة. وبين التراشق بالتهم وتحميل المسؤولية يتحمل المواطن البسيط جشع التجار وغياب دور السلطات في حمايته من الانتهازيين والسماسرة. يأتي هذا في وقت تعرف المحيطات الزراعية بالوادي تأخرا في الإنتاج على مستوى جميع المحاصيل خصوصا البطاطا، والطماطم والفلفل بأنواعه، وهذا راجع لعدة أسباب، لعل أبرزها التأخر في عملية الزراعة، حيث آخرها معظم الفلاحين إلى غاية نهاية شهر رمضان الذي يصعب فيه فلاحة الأراضي مع حرارة الجو التي تحبس الأنفاس، هذه الحرارة أيضا أثرت سلبا على بعض المحاصيل، فالبيوت البلاستيكية ظلت أكثر من شهرين تحت درجات مرتفعة عن المألوف، ناهيك عن ظهور بعض الأمراض من فترة لأخرى.