ارتفعت أسعار الخضر والفواكه بشكل لافت، خلال الأيام الأخيرة، حيث قفز سعر الطماطم في أسواق التجزئة إلى 110 دينار بعدما كان سعرها لا يتعدى 35 دينارا، مطلع الشهر الجاري، وعرفت أسعار الخس بدورها أيضا ارتفاعا، ولم تنخفض إلى أقل من 80 دينارا منذ قرابة الشهر، والأمر نفسه بالنسبة للفاصوليا التي فاق سعرها 200 دينار. الارتفاع اللافت لأسعار الخضر والفواكه ما يزال إلى غاية الساعة مثار تساؤلات وسخط المواطنين الذين لم يستسيغوا بعد الارتفاع الجنوني لأسعار منظومة من الخضر التي سجلت انخفاضا خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر ثم عادت لتسجل أعلى مستوياتها، وينسحب الأمر على عدد من الخضراوات مثل الطماطم، الخس، الجزر، الفاصوليا، الشمندر، البطاطا.. فالزائر لسوق التجزئة لعلي ملاح بأول ماي بقلب العاصمة يجد أن الطماطم استعادت مكانتها على نحو غير مسبوق، حيث إن سعر الكيلوغرام منها يتراوح بين 80 إلى 110 دينار، وهو السعر الذي حافظت عليه في أغلب أسواق التجزئة في العاصمة، مع العلم أن الكيلوغرام منها، في أحسن الأحوال، كان لا يتعدى 40 دينارا طيلة شهر أوت الماضي إلى غاية مطلع الشهر الجاري. وحتى صبيحة أمس، تراوح سعر الكيلوغرام من الطماطم في سوق الجملة بالكاليتوس بين 40 إلى 50 دينارا، ويفسر رئيس الاتحادية الوطنية لأسواق الجملة للخضر والفواكه، مصطفى عاشور، هذا الارتفاع اللافت لأسعار الطماطم بما يسميه ''الاختلال الذي حدث منذ 20 يوما الماضية، حيث إن الكميات المنتجة من هذه المادة التي كانت من المفروض أن توجه للسوق، حوّلت إلى المصانع بغية تحويلها، ما أدى إلى تسجيل نقص للطماطم في السوق، وارتفاع أسعارها''، إلا أنه يرتقب أن يدخل نوع ثان من الطماطم اسمه ''سان ميشال'' إلى السوق خلال الأيام المقبلة، ومن شأنه أن يعوّض قلة المنتوج. ولم تسلم الفاصوليا بدورها من هذا الارتفاع الجنوني، فبعدما كان سعر الكيلوغرام منها يتراوح، خلال شهر أوت الماضي، في سوق التجزئة بين 70 إلى 80 دينارا، قفزت منذ عشرين يوما لتسجل أعلى مستوياتها لتتراوح بين 140 إلى 180 دينار، فيما تراوح سعرها بأسواق الجملة حتى صبيحة أمس بين 60 دينارا و110 دينار. كما ظل سعر الخس محافظا على مستوياته القياسية منذ قرابة الشهر، ولم يعرف انخفاضا قياسا بالأسعار التي بيع بها خلال شهر رمضان الفارط، حيث ما يزال سعر الكيلوغرام منه يتراوح بين 90 إلى 130 دينار، وفسر أحد تجار التجزئة ارتفاع هذه الأسعار بقلة ونقص المنتوج، على اعتبار أن هذا النوع من الخضراوات يتزايد الطلب عليه في هذا الوقت، مع العلم أن موسم جنيها لم يحن بعد. ومع أن المنتوج من البطاطا متوفر باعتراف كل من لهم صلة بهذه المادة من الفلاحين، والقائمين على تسيير أسواق الجملة، إلا أن أسعارها عرفت هي الأخرى ارتفاعا نسبيا منذ نصف شهر، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام منها حاليا في أسواق التجزئة بين 35 إلى 55 دينارا، فيما انخفض سعر الكيلوغرام منها خلال شهر أوت الماضي إلى 25 دينارا. وامتدت حمى الأسعار لتطال أيضا الجزر، حيث يتراوح سعره في سوق التجزئة بين 70 إلى 90 دينارا، بعدما كان سعر الكيلوغرام منه لا يتجاوز 50 دينارا، خلال مطلع الشهر الجاري. ويرى رئيس الاتحادية الوطنية لأسواق الجملة، أن سوق التجزئة في الجزائر تشوبها فوضى، من جانب أنه لم يعرف اليوم من هو التاجر الشرعي من عدمه، وهي الفوضى التي أنتجت وسطاء تسببوا في ارتفاع الأسعار بالرغم من توفر الإنتاج، ما يجعل تدخل الدولة أكثر من ضروري لضبط الأسعار، من جانب الإسراع في فتح الأسواق التي وعدت بها، إلا أنه يعترف من جانب آخر أن الارتفاع المؤقت لأسعار الخضر، والذي قارب مدة الشهر، وراءه عدة أسباب، بينها أن الفلاحين خرجوا من موسم ودخلوا في موسم آخر، بما يعني أن منتوج الفاصوليا، الطماطم، الخس،.. يقل بين نهاية موسم وبداية آخر، إلا أنه يرتقب أن تعود وفرة الإنتاج بعد خمسة عشر يوما، أي فترة بداية الموسم الجديد، حيث ستعود الأسعار للانخفاض مرة أخرى. وبين الأسباب الأخرى التي يقول عنها إنها تسببت في الارتفاع، ما يسميه التكاليف التي يدفعها الفلاح، بينها أن الفلاحين يؤجرون أراضي عن مجموعات فلاحية بأسعار مرتفعة زيادة عن تكاليف الأسمدة التي ارتفعت أسعارها هي الأخرى، فضلا عن أسعار الكهرباء والمستحقات التي يدفعها الفلاحون لليد العاملة.