قتل 12 مدنيا على الأقل، بينهم أطفال، في غارات شنتها مروحيات الجيش السوري على أحد الأحياء في مدينة حلب بشمال البلاد، حسب معلومات عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أعرب عن قلقه من تزايد وتيرة القتل العشوائي للمدنيين من طرف قوات النظام السوري. وذكر المرصد أن الطيران المروحي ألقى برميلين متفجرين على مبنيين في شارع المواصلات بمنطقة المواصلات القديمة في حي الشعار، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا بينهم أطفال ونساء،وأعرب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعتمد في تقاريره على ناشطين سوريين، عن تخوفه من ارتفاع عدد القتلى من جراء القصف الذي استهدف مبنى كانت جبهة النصرة قد انسحبت منه في وقت سابق. وأوضح في السياق ذاته أن مروحية عسكرية قصفت ببرميل متفجر المبنى، قبل أن تعمد طائرة أخرى إلى استهداف المدنيين الذين هرعوا لموقع القصف، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا. ومن جهتها، كشفت القيادة المركزية الأمريكية أنها نفذت غارات جوية الليلة الماضية على ما يسمى جماعة خراسان المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة ومقرها سوريا، وإن الجماعة كانت تخطط لمهاجمة أوروبا أو الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول أمريكي أن من ضمن أهداف الضربة ديفيد دروجون، وهو متشدد مولود في فرنسا، ويصفه بعض المسؤولين الأمريكيين بأنه صانع قنابل للجماعة، ولم يؤكد المسؤولون الأمريكيون أن دروجون قتل في الهجوم، وقال مسؤولون أمريكيون أيضا إنهم يعتقدون أن محسن الفضلي وهو قيادي في جماعة خراسان استهدف في ضربة أمريكية سابقة ما زال حيا. وقالت القيادة المركزية، في بيان لها، أن القوات الأمريكية نفذت الضربات ضد خمسة أهداف لخراسان قرب سرمدا في سوريا، وأضافت: ”ما زلنا نقيم نتيجة الهجوم لكن لدينا مؤشرات أولية عن أنه حقق الأهداف المقصودة بضرب الإرهابيين وتدمير أو إلحاق ضرر كبير بالعديد من مركبات ومباني الجماعة وأيضا منشآت التدريب وصنع القنابل”. ومن جهتها، قالت سلطات النظام السوري أنها سيطرت على حقل شاعر للغاز في وسط حمص من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، بينما قتل أمس أكثر من عشرين مدنيا في قصف لقوات النظام بالبراميل المتفجرة بأحد أحياء حلب. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن ”وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع الدفاع الشعبي تحكم سيطرتها على حقل شاعر للغاز والتلال المجاورة له في ريف حمص الشرقي”. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان هذه المعلومات، مشيرا إلى أن قوات النظام السوري وتنظيم الدولة تبادلت السيطرة على الحقل أربع مرات منذ جويلية الماضي، ولم يذكر المرصد أرقام الخسائر أو تفاصيل أخرى عن القتال الذي دار الخميس. يأتي ذلك بينما قتل أول أمس أكثر من عشرين مدنيا وأصيب عشرات في قصف بالبراميل المتفجرة لأحد الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب شمالي البلاد. وقال ناشطون أن إحدى مروحيات الجيش السوري ألقت برميلين متفجرين بفارق ثوان على الحي الذي يقع في الجانب الشرقي من المدينة، وأكدت شبكة شام ارتفاع حصيلة القصف إلى 23 قتيلا، وأضاف الناشطون أن القصف دمر نحو ثلاثين منزلا، وبعد ساعات من القصف، ظل عدد غير محدد من الأشخاص محصورين تحت أنقاض المباني المدمرة، حسب المصدر نفسه. ومن جهة أخرى، اشتبكت فصائل سورية معارضة، الخميس، مع القوات النظامية السورية في حي العامرية جنوبي حلب وفي منطقتي سيفات والبريج شمالي المدينة، وتحدث ناشطون عن سيطرة تلك القوات على أجزاء من حي العامرية. وتحاول القوات النظامية السورية تطويق أحياء حلب الشرقية الخاضعة للمعارضة من الشمال والغرب والجنوب، وتتعرض حلب منذ نهاية العام الماضي لحملة عسكرية أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف الأشخاص، وفقا لمنظمات حقوقية بينها المرصد السوري، وفي درعا جنوبي البلاد، استمرت، الخميس، الاشتباكات في بلدة الشيخ مسكين التي تحاول فصائل معارضة السيطرة عليها، في حين تعرضت بلدات بالمحافظة بينها ”إبطع” لغارات جوية.